وأفَا قول الخالدي: إنَ مدرسة ابن باديس كانت رهينةَ علم الكلام؟ فهذا
غرسب جداً؟ فإن ابنَ باديس والجمعية كانوا من ابعد الناس عن علم الكلام
بالمعنى الاصطلاحي عند الفِرَق الإسلامية؟ فإن كان الدكتور يقصِدُ علمَ الكلام
بالمعنى الاصطلاحي؟ فهذا قلة علمٍ منه، واما إذا كان يعني أنَّ الجمعيةَ تهتمّ
بالكلام دون العمل، فهذا ايضاً مجانِمب للحقيقةِ تماماً، وأغربُ من هذا أَنْ
يصفَ الجمعيةَ بأنها رهينةَ المغيبات؟ فإنَ الإيمانَ بالغيب من أصول الإيمان
والإسلام، ولا يكونُ مسلماً مَنْ لم يؤمن بالغيب. أما إنْ كانَ يقصِدُ الإيمان
بأشياء وهمية فهم ابعدُ الناس عن هذا، وابن باديس من كبار علماء الدين الذين
يفقهون الإسلام، وكذلك زملاؤه ك! هم من العلماء المتئعين للكتاب والسنّة.
3 - مالكُ ومبدا (اللاعنف (
اُعجبَ مالك بن نبي بالزعيم الهندي (غاندي) الذي رفع شعار (اللاعنف)
وطبثه في بلاده في مواجهة الاستعمار البريطاني، ويتحذَث مالك عن هذا المبدأ
بخشوع، ويبني عليه احلامه الفلسفية في السلام العالمي، واتجاه العالم نحو
مناقشة قضاياه بالسلم والحوار والفكر. يقول عن منطقة جنوب شرقي آسية:
"إن هذ 5 المنطقة هي مجالُ إشعاعِ الفكر الإسلامي، وفكرة اللاعنف، أي مجال
إشعاع حضارتين: الحضارة الإسلامية والحضارة الهندوكية؟ الحضارتان اللتان
تختزنان اكبرَ ذخيرةٍ روحية للإنسانية اليوم " (1).
ويحلق في (الطوباوية) عندما يقول: " فكذلك رفات غاندي التي ذروها؟
ف! ن الأيام ستجمعها في أعماق ضمير الإنسان؟ من حيث سينطلق يوماًانتصار
اللاعنف ونشيدُ السلام العالمي " (2). "وقد سيطرت هذ 5 الاوهام على بعض
(1)
(2)
في مهب المعركة، ص 87.
المصدر السابق نفسه.
77