كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

الفلاسفة اليونانيين، وعلى الفارابي في مدينته الفاضلة، وفي العصر الحديث
(برتراندرسل) والروحانية المشرقية لدى أدباء مثل ميخائيل نعيمة " (1).
إنَ مبدأ اللاعنف قد يصلحُ في فترة معينة وفي ظروف معينة، وهو وسيلة
من وساثل العمل السياسي والاجتمإعي يعتمد على الاحتجاج والإقناع وعدم
التعاون مع الطرف الآخر. ف! نَ فضح الظلم الذي يمارسه العدو ربما يفتج العيون
والقلوب، ويربك الظالم المتحكم، ويفقد 5 قوته، وإذا نجج هذا المبدأ في بلدٍ
ما (كما في حركة الحقوق المدنية للسود في امريكة)؟ فلا يعني أنه ينجج في بلدٍ
آخر للاختلاف في طبيعة الصراع، وطبيعة الشعوب.
والحل السلمي لا بأس به إذا كان يستطيع حل المشاكل بين البثر، ولكن
الغالب في البثرية ان لا تحل كل مشاكلها عن طريق السلم.
إنَ مالك ينسى طبيعةَ الدول المتسفطة وطبيعة الطغيان، ولم يتنثه إلى سنن
الله - سبحانه - في دفع الناس بعضهم ببعض، وليس كما ظن انَ الأفكارَ وحدَها
تحل المشكلات، فيقول: "قد يخطئ المسلم في تفديره للمشكلات حين يظن
ان الذي ينقصه هو الصاروخ او البندقية " (2)!!.
إن البشرية في القرن العشرين انحدرت إلى الأسوأ في تعاملها العسكري،
والدول (الديمقراطية) هي التي تستخدمُ العنفَ على اشذَ ما يكون، وهي التي
تقصفُ المدن والقرى والامنين من الأطفال والنساء.
والعلماءُ في الغرب هم الذين وضعوا أنفسهم في خدمة المؤسسات التي
تخدم الصناعة العسكرية بدلأ من خدمة الإنسانية، والهند الذي يتغثى بها مالك
دائمأ هي التي تملك الأسلحة الذرية وتهددُ جيرانها المسلمين. والهندوس من
(1)
(2)
محمد الأحمري، مجلة البيان، العدد (22)، ص 9 1، لعام (989 ام).
مشكلة الثقافة، ص ه 1 1.
78

الصفحة 78