المدى البعيد، وما محكمةُ العدلِ في لاهاي والقانون الدولي إلاّ مظاهر لذلك
الاتجا 5 العا م، ا لذي يمهد الطريق لتوحيد العا لم " (1).
وهذا المفهوم للإنسانية مفهومٌ وهمي يُرادُ به محوَ الشخصية الثقافية لكلّ
مجتمع ولكل أمة، دماذا كان العالم يتقارب والأفكار تنتشر في كلّ مكان. وقد
يستفيد المسلمون من ذلك في نشر دينهم، ولكنْ أن يتوحَّدَ العالم فهذا مفهومٌ
ذهني مجزَد "وهنإك وهمٌ يسعى لأن يقرَ في اذهاننا اننا نتجه نحو كونٍ واحدٍ،
ولكن الليبرالية الغربية بفرضها اقتصاد السوق كذَست الأمور في قبضة
محدودة، واغرقت نفسَها وكل العالم في ازمات مالية وسياسية وثقافية " (2).
وإن دعوةً تبثرُ بعالم خالٍ من الصراع إنْ تريدُ إلا طمسَ روح المقاومة؟
فسئة التدافع لا يُستثنى منها أحد. "والأمة الإسلامية في الذروة من التدافع،
باعتبار أنها الوريث الخاتم لميراث النبوة، وهذا من شانه أن يثير الحسدَ
والحقدَ، ودورها الرسالي يسبب لها المناوئات. . . " (3).
4 - القابلية للاستعمار
هذا المصطلح من أشهر المفاهيم التي اطلقها مالك بن نبي، وهو يعني
غالباًالتخقف الحضاري الذي أصاب المسلمين في العصور الأخيرة، مما يجعل
عدؤهم يتغفب عليهم ويستعمرهم ويفرض عليهم مدنيته، أي: ان هنإك فوضى
اجتماعية معينة، وتقاعسٌ عن أداء الواجبات، وقلةٌ في العلم والمعرفة أمامَ
خِداعِ الاستعمارِ ومكره، ممَا يجعله يسئر بلداً كبيراً بعددٍ قليلٍ من الجنود،
وتوهُم للقوة الحارقة عند العدو، مما يدعو للاستكانة له؟ هذا الوضعُ المتخفَفُ
هو الذي يسفل سيطرة الغزاة.
(1)
(2)
(3)
وجهة العالم الإسلامي، ص 4 5 1.
فهمي جدعان، رياح العصر، 2 1 3.
عبد المجيد النجار: 2/ 47 2.
80