كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

الإسلاميةَ بقسوة بالغة حتى يحطمَ الشخصية الإنسانية، وحتى يُصابَ الفردُ
بالياس والإحباط، لىنكلترة وأمريكة لا تعامِلُ الإيرلنديين والألمان بمثل هذ5
الوحشية.
ثم ان الشعوب الإسلامية قاومت الاستعمار رغم ضعفها مقاومةً شديدةً
فيها بطولات ونضحبات، ولو اصاب امةً أخرى ما أصاب الأمةَ الإسلاميةَ من
تكا لُبِ الأعداء لانهارت، وأ صبحت خارجَ ا لتاريخ.
والشعوب الإسلامية كانت مهيأةً، وعندها الاستعداد للنهوض قبل مجيء
الاستعمار، وكانت مدركةَ بمقتضى تجاربها الطويلة للخطر الأوروبي الذي
يستهدف تقويض الدين (1).
سيقول مالك: إنني أعلمُ ا! الشعوب الإسلامية قامت ببطولات في
مقاومة الاستعمار، ولكته! لم تخطط لنهضة بعد هذه البطولات، بسبب ضعف
العلاقات الاجتماعية أو تمزقها بالأحرى، وبسبب ضعف الأخلاق وبكلمة:
بسبب الضعف الحضاري.
وستبقى فكرةُ وكلامُ مالك في هذا الجانب عن (القابلية للاستعمار) فيها
شيءٌ إيجابي، وهي أن ننظر لأنفسنا أولاً، وكيف نكوَنُ من هذه البطولات ومن
هؤلاء الأفراد مجتمعاَ يثلِعُ باتجاه حضارة، ورغم ما وُخهَ إلى مالك بن نبي من
نقدِ وتشنيع بأن فكرتَه هذه تشخعُ الاستعمارَ، ولكن مواقفه - رحمه الله - من
الاستعمار معروفة، وربم! تكون فرنسة رؤَجت لهذا المصطلح قبل أن يشيعه
مالك، فأخذه مالك واعطاه الصبغة الإيجابية، واراد أن يستفيدَ منه في تحليل
واقع المسلمين.
(1) انظر: رسالة في الطريق إلى ثفافتنا، للأستاذ محمود محمد شاكر.
82

الصفحة 82