كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

668 هـ) هو قولٌ يحتإجُ إلى تفصيل، ولا يُطلق على سبعة قرون وصف واحد؟
فهذا فيه مجازفة وظلم، والأمة الإسلامية امةٌ متجدّدةٌ، وهي "كالمطرِ لا يُدْرَى
اؤَلُه خيرٌ ام اَخرُه " كما جاء في الحديث.
وإذا كانت دولة الموحدين انتهت بنهاية القرن السابع الهجري؟ فقد شهد
القرن الثامن اعلامإً شوامخ مثل: ابن تيمية، والذهبي، وابن منظور، وابن
هثام، وشهد القرنُ التاسعُ اميرَ المؤمنين في الحديث: ابن حجر العسقلاني
وابنَ خلدون والمقريزي، نعم كانت دولةُ الموحدين دولةً كبيرةً ضضَت المغرب
الأقصى كله والأندل!، وكان بعضُ ملوكها على دين وحب للعلم والحضارة،
رغم ان بدايتها كانت على يد ابن تومرت الذي ادعى المهدوية، ومزج في
الاعتقاد بين الأشعرية والباطنية، ولكن جاء بعدها دولةٌ جمعت أكثر العالم
الإسلامي، وهي الدولة العثمانية، وفي عصرها تم فتح القسطنطينية الذي بشَر به
الرسول جم!، واستطاعت هذه الدولة حماية المسلمينِ من الغزو الأوروبي لمدة
اربعة قرون، نعم! غلبَ عليها الطابع العسكري، وضعُفَ فيها العلم والإبداع؟
وخاصةً في عصورها المتأخرة، ولكنَ دولةً بهذا الحجم هل تكون صفراً؟! ثم
قامت أيضاً في القرون المتأخرة دولة قوية كبيرة في الهند (العصر المغولي)،
وكان بين حكامها من بلغ مرتبة عالية في الثقافة ونشر الإسلام وإقامة الحضارة
مثل: (اورنك زيب)، وظهر فيها علماء مجددون مثل: ولي الله الدهلوي
وأحفاد 5.
إن التاريخَ الإسلامي يتصف بإلاستمرارية، وتإريخ الأمة فيه التوثّب
والركود، والصعود والهبوط، والاستقامة والتعرّج، ولو قال مإلك: إن القرونَ
الأخيرة: م! بعد العاشر الهجري هي فترةُ تخئفٍ علمي وحضاري لكان آَوْلى،
وقد ظهر في الفرن الئالث عشر وم! بعده علماء مصلحون، وحركات إصلاحية،
وحركات قاومت المحتلين.
84

الصفحة 84