كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

المبحث الخامس
أهم اَرائه واقكاره في النهوض الحضاري
بعض المفكّرين تذهب افكارهم بذهابهم؟ لائها تعابىُ حالةً معينةً في
زفي محدود، ولكن آراء وأفكار مالك بن نبي ما تزال حيةً، لها مؤيدوها أ و
معارضوها؟ ذلك لأئه درس بعمق بعض أسباب تخفف العالم الإسلامي، ولم
يدرس حالة بعينها. درس العالم الإسلامي وهو يعيشُ في بؤرة الصراع مع
الغرب، خاصةَ في بلدِ مثل الجزائر.
لماذا كان السؤال المتكزر: لماذا هذا البطء في (الإقلاع)؟ فالجواب عند
مالك: عدم وجود منهج واضح للإصلاح، ولا نظرية محددة للأهداف
والوسائل وتخطيط للمراحل، " فإذا حلَلنا جهودَ المصلح الإسلامي وجدنا فيه
حسن النية، ولكنا لا نجدُ فيه رائحةَ منهج ". ليس هناك دراسات عميقة وتحليلية
لأمراض المسلمين، وما هي الحلول والمقترحات؟ وما هو المهم والأهم؟ ولا
احد يهتئم بالمشكلات الواقعية كما كان يفعل أئمة الفقه الإسلامي، بل ينصمث
الاهتمامُ أحيانأ على مشكلات خيالية.
إن فهم الكتاب والسئة هو الذي جعل الإمام مالك والأوزاعي وامثالهما
يكرهون الجدل والخصومات في الدين، ويركِّزون على العمل.
وقبل ان نتكلَّم عن المشكلة الخارجية (الاستعمار) لا بذَ أن نلتفتَ إلى
الداخل، ونرى كيف شخص مالك بن نبي امراضَ المسلمين وهو في الغالب
يركز على الفرد والمجتمع أكثر من تركيزه على الدولة والإصلاح السياسي.
86

الصفحة 86