ا - الأمراض ا لداخلية:
1 - الشلل ا لأخلاقي:
تحتل الأخلاق حجر الزاوية في فكر مالك بن نبي؟ فهي مرتبطة بالسياسة
والحضارة والمجتمع، وبفقدان الأخلاق تتحؤَل السياسة إلى (بولتيك)،
والمجتمع المتحضر إلى مجتمع منحط " وإنَّ أخطرَ مرضيى أصابَ المسلمسِن هو
الانفصامُ بين النموذج القرآني والتطبيق العملي، انعدمت الدوإفع التي حركت
الرعيل الأول من الصحابة، ويلخصها قولُ الشاعر الفرزدق للحسين بن علي-
رضي الله عنه -واصفاً أهل العراق: " قلوبُهم معك، وسيوفُهم مع بني ا مية ".
وبدأ ضمير المسلم يتهرَّب من نصوص التنزيل؟ وحركة الخوارج وفكر
المعتزلة مثال على ذلك.
وازداد هذا المرض فُشُؤاً في القرون المتأخرة، فأصبجَ المسلمُ نتيجةً
لغروره لا يعترِفُ بأخطائه، واصبحت المعادلةُ عند 5: "بما انَّ الإسلام دينٌ
كاملٌ، وبما انني مسلمٌ؟ فالنتيجة أنني كامل "، وبذلك اختفت الحركة عند 5؟
فلا يزيد من جهود 5 للبناء والإصلاح، ونتيجة لهذ! الخلل ضعفت الروابط
الاجتماعية؟ فعالم الأشخاص لا يتألّف ضمن منهج تربوي، مع انَ هذ! التاَلف
مهم جداً. قال تعالى: " لَؤ أَنفَقتَ مَا فِى أيلاَزضِ جمما مَا أَلَّفتَ بَئن قُلُوبِهِوْ
وَئَحِن أدلَّهَ اَلفَ بَئنهئم " ا الأنفال: 63). ومبدأ المؤاخاة الذي قام بين
المهاجرين والأنصار اصبج من الخطابات السعيدة، والأخؤة الإسلامية
أصبحت كلا ماً للزينة وشعوراً تحخر في نطاق الأدبيات " (1).
2 - الخلل الفكري:
أ- ذهان السهولة: يميل المسلم في تقويمه للأشياء إ ما للغلو فيها أو للحط
(1) وجهة العالم الإسلامي، ص 6 4.
87