كتاب مالك بن نبي مفكر اجتماعي ورائد إصلاحي

من قيمتها؟ ويتمثل هذا في نوعين من الأمراض: إما أنَ الأمور سهلة جداً ولا
تحتاج إلى تعب ونصب؟ ويسميه مالك: (ذهان السهولة)، وأبرز مثال على
مرض (ذهان السهولة) قضية فلسطين؟ ففد قيل: إنّ إخراجَ اليهود من فلسطين
سيتثم خلال أشهر، ولو نفخنا عليهم نفخةً واحدة لطاروا، ولكنهم في الحقيقة
لم يطيروا، وهناك من يظن أنّه بخطبة رنانة يحل مشاكل المسلمين، أو أن ننتظر
(البطل) الرجل الوحيد، الذي حمل كلَّ مشاكلنا، وبعض المسلمين يكرهون
الذين يفكرون تفكير أ مؤثر اً منطقياً.
ان ايسر طربقِ لأصحاب السباسات الاننهازية أن بستخدموا كلمات
طنانة؟ مثل: الاسنعمار والإمبريالية والوطنبة للنغرير بالشعوب. هذه الكلمات
التي "تلبقُ جداً لنشحيم المنحدر حنى يكونَ الانزلاقُ عليه نحو السهولة ميسوراً
جداً، (1).
ومما يؤكد كلام مالك عن (ذهان السهولة) عندما يكون المسلم في حالة
تخفف: ما ذكره العلأمة ابن خلدون عن العرب في حال بداوتهم أنّهم لا يتغفَبون
إلاّ على البسائط، وكل مستصعَب فهم تاركوه إلى ما سَهُلَ؟ بينما نجدُ أنَ
الرسولَ لمج! اعتمدَ الصعوبة في الدعوة، ففضل التربية الطويلة، ولم يعتمد على
(المعجزة) السهلة.
ولكن في العصور المتأخرة بدأَ الحديث يكثر عن (الكرامات)، وصارت
حياة الأديب أو الشاعر تعتمِذ على التزلّف السهل، أو التهديم السهل (المدح
والهجاء).
ب - أو ان يحدث العكس فيصاب ب (ذهان الاسنحالة)، فيرى المسلم أنَّ
الأمور مستحبلة، ويقف امامها عاجزاً، وهي في الحقيقة غيرُ مستحيلة، ولكن
(1) الصراع الفكري في البلاد المستعمرة، ص 27.
88

الصفحة 88