ربما يضخّمها عمداً حتى لا يتعب نفسه في إيجاد الحلول لها، أو أنّه يشعر
بضعف همته فيحكم عليها بالاستحالة، وقد مرَّت فترةٌ كانت بعض الشعوب
تنظر إلى صعوبة إخراج المستعمر من بلادها، وقد نجدُ من المسلمين مَن يعتقد
استحالة استئناف حياة إسلامية في هذا العصر.
! -طغيان الأشياء: عندما يكون مجتمع في حالة نهوض، لا بدَّ أن يحقّق
الانسجام والتوازن بين هذ 5 العوالم (الأشياء، الأشخاص، الأفكار). ولكن
الحقيفة أنّ النزعة (الكمية) هي المسيطرةُ، فلا يُسأل المؤلف عن الموضوع
الذي تناوله، وإئما يسأل عن عدد صفحات الكتاب، وعندما تريد إحدى
المصالح الحكومية تجهيزَ مقزها، تزؤد 5 بعدد خيالي من المكاتب، والموظف
الكبير يحب أن يكون في مكتبه أربعة هواتف وخمسة أجهزة تكييف "وإذا كان
مجتمع ما قبل التحضر ففيراَ في عالم الأشياء، فإنَ مجتمع ما بعد التحضر مكتطّ
بالأشياء ولكنّها خالية من الحياة " (1).
د - طغيان عالم الاشخاص: عندما يتع! ق الناس بالأشخاص أكثر من
تعلّقهم بالمبدأ؟ فإنَّهم يرون الإنقاذ من الحالة التي هم فيها ب (البطل القادم)
دون ان يفوموا بجهدِ يُذكَر؟ فالخلاصُ لا يتمّ بتجمع أناس على مبدأ يدافعون
عنه ويتفانون فيه، بل بالرجل الذي يجمعهم ويوحدهم. وقد تتجسَّدُ الأفكارُ
بأشخاصِ ليسوا أهلاَ لحملها، فتُحسب أخطاؤهم وانحرافاتهم على المجتمع
الإسلامي، او على الإسلام ولذلك جاءت الاَية القراَنية حاسمة في هذا
الموضوع: إن الواجب على المسلمين حمل الرسالة وقيادة الدعوة بعد وفاة
الرسول ع! يِ!: " وَمَا مُحَضَذ إِلَآ رَسُولم قَدْ ظًت مِن قَبْلِهِ ألرسُمل أَفَإيْن فَاتَ) وْ! لَ
أنقَلَتغ عَل أَغمنكتم " أ آل عمرا ن: 4 4 1) 0
(1) مشكلة الأفكار، ص 4 4.
89