والمسعودي وابن جُبير لم تثر شهيتهم للاستعمار، ورحلات مثل هذ 5 تثير شهية
الأوروبي، "يقول منوني وهو الكاتب المتخصص بنفسية الاستعمار: إنَ
الأوروبيئَ يحمث عالمأ دون بشر؟ ولو قال: إن الأوروبيئَ يحمث عالماً دون شهود
على جريمته لكان هو الصواب " (1).
يستخدِمُ الاستعمارُ بخبثِ منطقَ الفعالية مع الشباب المسلم وخاصة
الذين يدرسون في الغرب، وخلاصته: بما آننا نحن المسيطرون ونحن ا لأقوى،
اذن افكارنا هي الصحيحة. " ويعتبر هذا اللبس المفروش في آعماق نفسية هذا
الشاب هو النواة التي تدور حولها جميع دسائس الصراع الفكري ومناوراته " (2).
ومن وسائله الماكره التي ما يزال يتقِنُ استعمالها: رميه للمسلم بشتى
الاتهامات، حتى يصبح المسلم وكأنَّه منبوذُ هذا القرن. وفي هذه الحالة تصبح
تصرفات المسلم كفُها ردودُ أفعالٍ، ويرتفع عنده توتر طاقاب الدفاع، فيعيش إما
متَهَماً أو مُمَهِماً. ويخوض المسلم معارك وهمية طالما خاضها (الأفغاني)
و (محمد عبده) مع (أرنست رينان) و (هانوتو) بينما الحقيقة أن المشكلةَ ليست
في الدفاع عن الإصلام، بل في نعليم المسلمين كيف يدافعون عن أنفسهم.
ب -الإقلاع بانجاه حضاره:
إن الاهتمامَ بالسنن الكونية التي ركّز عليها القراَن، والدراسة الشاملة
للحضارات عبر التاريخ، هو ما مكَّن مالك بن نبي من إدراك الخطر الداخلي،
وان يقدمَ الحلول التي تساعد على النهوض باتجاه حضارة، وهذ 5 بعضُ النقاط
التي يمكن استخلاصها من فكره.
1 - الإيمان العميق بالمبدأ الذي يعتنقه الإنسان: هذا الإيمان يعطيه قوة
(1)
(2)
في مهب المعركة، ص 28.
مشكلة الأفكار، ص 0 4 1.
92