فوق قوته، واحتمالاً فوق احتماله، فيتغفَب على المصاعب ويتحوَّلُ هذا الإيمانُ
إ لى عا طفة قوية جارفة "فالروح وحدها هي التي تتيح للإنسانية أن تنهضَ وتتقدَّم،
ومن يفقد ا لقدرةَ على ا لصعود لا يملك! لا أ ن يهوي بتأ ثير ا لجا ذبية ا لأرضية " (1).
والمسلم الذي يصل إلى درجة (التوتر الروحي (كما يعبِّرُ مالك، يشعرُ
بالسعادة الغامرة وهو يبني أولَ مسجدٍ في المدينة، وهذ 5 الحالة تجعل بلالاً-
رضي الله عنه - يصبر ويتحدى قريشاً وهو يردد: " أحد أحد".
وضع القرآنُ الكريم ضميرَ المسلم بين حدين: الوعد والوعيد، والخوف
والرجاء، ومعنى ذلك أنه وضعه في انسب الظروف، قال تعالى: "فَلَا يأمَنُ
مَرَ ألئَهِ إ لا اَتقَؤمُ اَنخسُوونَ " أ الأعراف: 99 1، وقال: " إنَإُ لَا يَالشُ مِن
زَؤحَ اَلئَهِ إلًا ألقَؤمُ أنبهَفِرُونَ" أ يوسف: 87).
يقول الدكتور (إلكسيس كاريل (معئراً عن هذه الحقيقة: "الإيمانُ هو
الذي يدفعُ الإنسانَ إلى العمل وليس العقلُ، والذكاءُ يكتفي ب! نارة الطريق ولكنّه
لا يدفعنا إلى الأمام " (2).
هذ 5 الطاقة الإيمانية جعلت الفردَ المسلمَ في عصر النبوة يقسِّمُ ثروتَه مع
اخيه المهاجر، وهي التي جعلت الصحابة يحفرون الخندق في أيامٍ قليل!. وهذا
معنى قوله تعالى: " يَيَخيَى ضُذِ أت! ئبَ بِقُؤَؤ " أ مريم: 2 1 1.
2 - شبكة العلاقات ا لاجتماعية:
إنَّ المجتمعَ لا يتكوَنُ من (كومة) أفراد، بل بعلاقاتٍ معينة بين هؤلاء
الأفراد؟ ففي عالم الحيوان نجدُ أنّه كفَما تعقدت المصلحة كانت الفاعلية أكثر.
هناك حيوانٌ يعيشُ بمفردِ 5، ونشاطُه يسذُ حاجاتِ بيولوجية بسيطة.
(1)
(2)
وجهة العالم الإسلامي، ص 27.
تاملات في سلوك الإنسان، ص 139.
93