البعض فإن المدن والسواد الأعظم من الناس أخلصوا له، واستقبلوه،
وشعروا بحسن إدارته، ولا سيما أهل الذمّة. وهذا البحث من موادّ
كتاب " خطط الشام ".
وقد قدَّم لهذهِ الرسالة الأستاذ محب الدين الخطيب الذي رأى فيها
وجهةَ نظر مؤرخ من الشام في أعمال مؤسس مصر الحديثة. ونشرها في
مجلة (الزهراء)، لسنتها الأولى، ثم افردها بالطباعة، وصدرت عن
المطبعهْ السلفية ومكتبتها بالقاهرة سنة 1343 في (52) صفحة.
8 - خطط الشاك!:
يُعدُّ كتاب الأستاذ محمد كرد علي (خطط الشام) أكبر موسوعة
كُتبت عن بلاد الشام في العصر الحديث، فقد صاغتهايدُ أديبب مؤرّخ،
وقل مَن يجمع بين هاتين الخصلتين، فكان الكتابُ مرجعاً مهماً عن
الشام وأوابدها وعمرانها وتاريخها، بل إنّ هذا الكتاب أصبج قرين
اسمه إذا ذُكر، ولو لم يترك كرد علي من الاَثار سوى كتابه (خطط
الشام) لكفاه مفخرة، فقد رقّاه إلى مستوى المؤرّخين في قرنه. وهو
بذلك يُعيدُ صياغةَ تاريخ البلاد بأسلوب عصريّ، بعدما سبقه
ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) الذي خَصَّ الأجزاء الاولى من كتابه
للخطط، وجعل بافي كتابه في تراجم أعلام الشام أو مَنْ وَرَد إليها، أ و
مَن مَزَ بها.
ئج فكرة كتاب "خطط الشام ": كان كرد علي يُفكّر في موضوع مشتّت
المادة، متنوعّ الابحاث، وهو وضعتاريخ سياسيّ ومدني مطوّل للديار
الشامية ء فإلْه كما يقول: لم يَحُمْ أصحابُه حولَ الموضوع كثيرأ،
واخذتُ ابحث عن الكتب، وازور المعالم والمجاهل في هذا القطر،
واستكثِرُ من اقتناء الأسفار النادرة باللغات الثلاث العربية والفرنسية
والتركية، ولاسيما الأسفار العربية القديمة التي احياها علماء
100