كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

يصفُ الجزء السادس من الخطط بعد صدور 5، ويشُيد به، ففال: "على
اننا ناخذ على الأستاذ - وهو الذي يأبى إلا أن ندلي برأينا الصريح،
وننتقد ما نحسبه محلأ للنقد - اشياء منها:
ا -أنّه استعانَ في بعض فصول كتابه بنفبر من الفضلاء، كتبوا في
أمور حسبها من اختصاصهم، فأثبت ماكتبو 5 على عُجْر 5 وبُجْر 5،
وعلى بُعده أحياناً من روح الموضوع.
وليس يرد على ذلك ان ما كُتب إنّما كُتِبَ باسم صاحبه، فإذا كانت
له تبعةُ ما كُتب في الأديان والمذاهب، فلقد كتب احدهم عن اليهود
كتابة تنحصر في التزلف إلى المسلمين، والتقرّب منهم، وإظهارهم
مظهر الصديق الحميم، وليس من مثل هذا تُعْرَفُ حقيقةُ اليهودية،
ولا سرّ دينهم.
وكتب أحد القساوسة عن الأرثوذكسية بعبارة بليغة شائقة غير انّه
تجاوز في بعضها حدّ الاعتدال، فرمى خصومه بمستهجن من القول،
كان همه التشنيع عليهم في البحث عن سرّ الأرثوذكسية.
وبحث أحد الاباء اليسوعيين عن الكثلكة بحث العالم، على ما في
هذا البحث من فلتات تعضب لا يجيزها تاريخ مدلْي، وانتهى به إلى
إحصاء عجيب استوحاه من نزعات نفسه، لا من سجلات النفوس،
إلى غير ذلك من الشؤون التي "كتبت على الهوى، واُمليت لإرضاء
الناس " وهو ما نهى عنه الأستاذ في ما نقلناه عنه.
2 - حبذا لو رجع المؤلف أيضأ في بعض عادات دمشق وحلب
القديمة إلى اصحاب السنّ العاليه ممّن شهدوا هذه العادات، أو عرفوا
شيئاً عنها، كما فعل السيّد عبد القادر القباني في ما كان كتبه من عادات
بيروت، إذ إنّ أكثر ما جاء عن عادات هاتين المدينتين دمشق وحلب
إنما هو عن عادات اليوم لا العادات القديمة.
110

الصفحة 110