كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

مَنْ تعفموا لغة من تلك اللغات الغربية في المدارس فإنهم يتكفمون بها
ويكتبونها كأهلها، وهكذا كان لنا ادباء بالتركية، وأدباء بالفرنسية،
وأدباء بالإنكليزية، ويشبه استعداد الدمشقيّ في باب إتقان اللغات
الأجنيبة استعداد أهل بولونية في أوربة لتلقف اللغات " (1).
ثم دلفَ في الكلام على الحياة الأدبية والفنية والصناعية فأفاض
القول في العلم والأدب والفنون الجميلة والصناعة والتجارة فيها.
ثم ختم كتابه بالكلام علئ حُبِّه غوطة دمشق، التي قضى فيها طفولته
إلى الشباب، والشباب إلى الكهولة، والكهولة إلى الشيخوخة،
ولاقى ربيعها وصيفها وخريفها وشتاءها يقول: "أنعشني هواؤها،
وأدهشتني أرضها وسماؤها، وما فتئتُ منذ وعيتُ أقرأ في صفحة
وجهها الفتّان آيات الإبداع والإعجاز.
في ربوعها شهدتُ الطبيعة تقسو وتلين، وتغضب وترضى، وتشخُ
وتسمح، فراعني جمالُها وجلالُها، وشاقني تجنّيها ووصالها.
نشقتُ انفاسَ رتاها، وهي ترفل في زهرها ووٍ ردها، واستهوتني
مجرّدة من ورقها وثمرها ونباتها، فأخذتُ بها كاسية عاريةً (2).
طُبع الكتاب مرّتين، الأولى سنة 1944 بالقاهرة وصدرت ضمن
سلسلة اقرا، والطبعة الثانية! ي دار الفكر بدمشق سنة 404 اهـ-
984 ام.
0 1 - الرحلة الاتورية الن الأصقاع الحجازيّة:
وهي كما كُتب على صفحة العنوان: "صفحات ضقتْ شمل
ما تمْرّق من سياحة رجل العثمانيين وبطل الإسلام والمسلمين صاحب
(1)
(2)
ا لمصدر السا بق، صه 9.
ا لمصدر نفسه: 5 3 1.
114

الصفحة 114