كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

دمشق. وكان! جسرينُ الملاذَ الاَمنَ للأستاذ الرئيس يخلو بها، ويجلو
فيها ما علق في نفسه من أوضار المدينة الصاخبة. فلا غروَ أن تجدَ كثيراً
من مقذمات كتبه قد أرخها في جسرين، إذ هي مكان مطالعاته
وكتاباته. لذلك فإن الوفاءَ لغوطة دمشق أمر ليس ببعيد عن روح كرد
علي: فصنَّف كتابه هذا في اثنين وعشرين فصلأ.
تكلّم دي الفصل الأول عن اشتقاق اسم الغوطة، ومساحتها،
وحدودها، ومرجها، ومعدل أمطارها، وحرارتها، وارتفاعها عن
سطج البحر، وعدد سكانها، وتربتها، وخصّص الفصل الثاني:
للبساتين والقُرى وأسمائها، وعدد نفوس كل قرية منها، وذكر في
الفصل الثالث ميزات الغوطة وخصائصها، وأما الفصل الرابع فقد تكقم
فيه عن سكان الغوطة وأديانهم ومذاهبهم، وجعل الفصل الخامس
خاصّاً بالفصيح في كلام أهل الغوطة مرتبأ على حروف الهجاء.
ثم تكقم في الفصول التالية عن الطرائق الزراعية لدى فلاحي
الغوطة، وصناعاتها الزراعية كالطيوب، ووصف الغوطة ومتنزهاتها،
وثمارها وزروعها، وازهارها، وأنهارها وطرق رئها.
ثم تكلّم عما رفدته المصادر عن تاريخ الغوطة، قبل فتج العرب
الشام، وتمليك الارض، وتقسيمها بين الفاتحين وأهل البلاد الاصليين،
ودْكر أمثلة من إقطاع الأرض، إضافة إلى تحبيس الارض ووقفها،
ومحاولة بعض الملوك اغتصابَ الغوطة، وسبب خروج بعض أراضي
الغوطة إلى أيدي الاغنياء، والجباية والأموال أيام المماليك
والعثمانيين، وما لحق بأهل العوطة من إرهاق بالضرائب، وتعدّي البدو
على العوطة، وتقسيمها إلى اقاليم، ونظام الحكم والإدارة والقضاء.
ثمّ أفاض كرد علي في الكلام على العلم والأدب في الغوطة،
والمدارس والخوانق والرُّبط والزوايا من دور القراَن والحديث ومدارس
0 2 1

الصفحة 120