6 1 - كنوز الأ جدا د:
حمل هذا التصنيفُ سيرةَ بعض مَنْ طالت عشرته لهم، واغترافه من
مَعِين اسفارهم، من رجال الإسلام، بلغ عددهم واحدا وخمسيىْ
عَلمَأ، وكان بودّه أن يكون العددُ أكثرَ من ذلك، لكنّه كما قال في
مقدّمته: "وكان كثير غيرهم احرياء أنْ يُضمّوا إليهم، فمنعني منه كوني
لم اُطالع ما كتبوا مطالعة متدبرّ متبخر، أو كان ما غلبَ عليهم من فروع
العلم لم يكتب لي حظّ الاشتغال به. ولو حاولتُ أن أُترجم لكلّ عظيم
من مؤلّفي العرب لاقتضى أن أكتب تراجم خمسين مؤلِّفاً على الأقل م!
كلّ قرن من قرون الإسلام، وهذا مما يعجز الفرد عن الاضطلاع به ".
وأما قصد الأستاذ الرئيس من تصنيفه الكتاب كما قال: "تذكر
المؤلّفين وما ألّفوا، وحصرتُ الكلام في المطبوع منها - أن نظل على
اتّصال بهم، وفي ذلك شيء من الوفاء لهم، ومعنى من معاني التقديس
لمن أبقوا لنا هذا المجد العظيم، الذي فاخر به عظماء العلماء على
الدهر".
وجلّ المترجمين في هذا الكتاب هم من الادباء والمؤرّخين ويندر
وجود ترجمة لغير هذين الصنفين من الناس.
وقد استهلّ كتابه بإهدائه: إإلى روح مَنْ اَشرب قلبي حُبَّ العرب،
وهداني إلى البحث في كتبهم، صدر الحكماء، سيّدي وأستاذي
العلامة الشيخ طاهر الجزائري ".
وظاهر أنَ حبّه الغامر لشيخه الجزائري جعله يُقَدِّم ترجمته على
الجميع، فعقد له ترجمة موشَعة، جاءت في خمسين صفحة، بينما
تراوحت سِيَر التراجم الباقين بين الثلاث والعشر.
وأما منهج كرد علي في كتابه، فهو يبدأ بذكر اسم المترجم ونسبه
والتعريف بقبيلته، وذكر مَنِ اتصل بهم من أهل العلم والملك، ثئم
يعمدُ إلى شخصية المترجم فيحفَلها من خلال اَثاره وكتبه التي وصلت
125