كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

طُبع الكتاب ضمن إصدارات المجمع العلمي العربي بدمشق سنة
370 اهـ- 950 ام، في 438 صفحة، وقد صنع له الأستاذ صلاح
الدين المنجد فهارس للكتب والأعلام والأماكن والمحتويات. واعيد
نشره في دار الفكر عام 4 0 4 ا هـ- 984 ام.
7 1 - المذكرات:
في شهر أيلول من العام 1939 الذي اندلعت فيه الحرب العالمية
الثانية، شرع في كتابة الجزء الأول والثاني من مذكراته (1)، التي تتألّف
من خمسة مجلدات، طُبع اربعة منها في حياته، وبقي الخامس عند
ورثته مخطوطأ، لم يُطبع بعد (2).
أثبت الأستاذ كردعلي في صدر مذكراته ما أسماه "روح المذكرات "
قام مقام المقدّمة؟ فكان مما قاله فيها: "أصوِّر بهذا التقييد طائفة ممن
عشت بينهم صورة صادقة، وأدوِّن كلّ حقّ عرفتُه، ليشاركني أبناء هذا
الجيل والذي بعده في الإنكار على مَنْ اضجروني بقصورهم، واَلموني
بغرورهم.
كتبتُ كتباً كان الجد سُداها ولحمتها، وما جوَّزت لنفسي الحياد
عن قوانين المؤلفين، ولا الصدود عن اَيين المتقدّمين والمتأخّرين،
وأريد هنا أن انزع قيوداً أثقلتني وانا أراعيها، وأن ابعد عن ذاك الطراز
المقيّد، واخرج إلى هذا الاسلوب المطلق.
أحاول اليوم، وقد رايتُ الدنيا مهزلة، وذقتُ حلوها ومرّها،
وكرعتُ خلَّها وخمرها، أن أهزل أحيانأ، وأسخر أحيانأ، وأضحك
أحياناً، وأبكي أحيانأ، لأن نفسي سئمت التزام الجدّ، وتبرّمتْ م!
(1)
(2)
العجيل، 40.
وهو جزء صغير.
127

الصفحة 127