كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

خصّوا الدراسات الإسلامية بدوريات صادرة عنهم، تفصج عن خلاصة
أبحاثهم، كما لم يَفُتْهم أن يعيّنْوا كرسياً للدراسات الإسلامية في
كبريات جامعاتهم (1).
2 - أ بوه:
خلف عبد الرزاق -والد محمد كرد علي - والد 5، فكان فقيراً
يتيماً، فاشتغل لأوّل امر 5 في صناعة الخياطة، ثثمَ بالتجارة، فأثرى
مزَات، وخسر مرَّات، وابتاع في اَخِرِ أمر 5 مزرعةً صغيرةً في الغوطة،
انتفع بها ولد 5 محمد وإخوته مذ كانوا صغارالم 2) وحتى وفاته، وذلك
في قرية جسرين.
وقد اعتنى والد 5 عبد الرزّاق بتربية ابنه، فأنفق عليه ليعفمه، وابتاع
له خِزانةَ كُتُبٍ كانت تُعدّ في ذلك العهد شيئاً في بلدته (3).
ومما يذكره محمد كرد علي عن والد 5، أنه قَبلَ نصيحته، وهو
يافع، بترك الإنشاد بصوت رخيم، لأنّ ذلك كَانَ يُعدُ في نظره شيئاً
وضيعاً، كما روى ذلك عن شيخه. وكان بدا بنظم الشعر، فنهاه عن
تعاطيه أستاذه الشيخ محمد المبارك، وأراده على إتفان الإنشاء فقط،
وما ينبغي له من الأدوات، لئلا يشغله الشعر بلذته عن طلب العلم،
فصدع بأمر 5، يقول كرد علي: "وهكذا حرمني والدي الموسيقى،
وحرمني شيخي الشعر، ولولا نصيحتهما لعنُيتُ بهذين الفنّين، وكانا
لي سلوى وأفي سلوى. ولكن أُستاذي المبارك خرّجني باللغة والإنشاء.
(1)
(2)
(3)
انظر: تاريخ العرب، محمد أسعد طلس، مج 2، ج 8، ص 37. تاريخ
الأدب العربي، نديم عدي ص 389.
خطط الشام 6/ 333.
خطط الشام 6/ 334.
13

الصفحة 13