كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

وعلمه وأدبه ورأيه في العَلَم، وشيء من شعره، ونتف من مذكراته
معه.
ففي ترجمة كورنيليوس فانديك (1818 - 1895 م) يقول: كُتب لي
شرفُ المثول بين يديه، وأنا مع ابي في السادسة عشرة من عمري،
وقد! صدلْاه لمحي منزله في رأس بيروت ليفحص عيمْيَّ والحسرُ باد
فيهما، فكتبَ لي بعدَ الفحص درجة النطْارات التي تناسبني، فقلتُ
له: يا سيّدي الدكتور، كيف لي انْ أضع نظارة على عييْئَ، فإنَّ أهل
بلدي سيضحكون مني؟! قال الدكتور: استعمل النطْارات ولا تلتمْت
إلى كلام الناس، فألْتَ محروم نصف لذّة الدلْيا، فصدعتُ بأمره "
ولا أزالُ إلى هذه الساعة كلّما وضعتُ النظارة على عييْئَ أذكر نصيحته
الثمينة، وأذكر فضله عليّ " (1).
وفي ترجمة رفيق العظم (1824 - 1343 هـ- 1867 - 1925 م)
يقول: "كتب إليّ] رفيق العظم) م! القاهرة يوم 5 ذي القعدة 1322
يقول: وبودّي ألىْ لا توزع قواك التي وُهبت لك في أجزاء منثورة
وفصول مبتورة، وأن توجّه نفسك إلى تأليف كبير، يكون لك ذخرا،
وللأمة لْافعاً، وافضل ما يحتاجه قومك الاَن التاريخ، لا سيما تاريخ
الأندلس، فإذا رأيت لْفسك في متّسعٍ من الوقت، وارتياح لطرق هذا
الباب، فامضِ في هدْ 5 الوجهة، وأعد لهذا العمل الشاق عدّته من كتب
إفرنجية وعربية وفهارس للعلوم من كل الخزائن الأوربية، لتقف على
ما كتبه الغربيون بشأن تلك المملكة الإسلامية، إذ ما كتبه مؤرّخونا
لا يكفي لهذا الغرض، والمطوّل من تاريخ الألْدلس مفقود،
والمحْتصر مقتضب مبتور محزف الأسماء معفى الأخبار ء مثاله: إذا
قرانا في تواريخنا خبر غرْوة محبد الرحمن الغافقي في بلاد! رلْسة نقرا
(1) المعاصرون، ص 315 - 316.
133

الصفحة 133