اعتمد المحقّق كردعلي في ضبط النصّ وتحقيق الكتاب على نسخة
برلين، واثبت بعد المقدّمة مراجع التصحيج والتعليق، التي نافت عن
الخمسين مصدرأ، وقد نسج المؤلف كتابه على منوال كتاب (صوان
الحكمة) لأبي سليمالىْ محمد بن طاهر بن بهرام السجزي. وقد رتّب
المؤلف تراجمه بحسب القدم لا بحسب حروف المعجم، ولا بحسب
أقطار العلماء الذين ذكرهم، وختم سِفره بمن عاصرهم وعاشرهم،
يقول كردعلي: "وجوّد في هذا الباب، لأئه كان يضرب بسهم وافر في
الحكمة، وعاش مع أهلها، واطلع على مكنوناتهم، فتم كلامه
فيهم، عن ذوق ومعرفة (1) وبالمقارنة بين تراجم الإسلام للبيهقي،
و (طبقات الحكماء) للقفطي نجد لكل من الكتابين مزية اختص بها،
لا يكاد يشاركه فيها صنوه. فالقفطيئُ الف كتابه بعد البيهقي بنحو مئة
سنة، ومنه تراجم حكماء اليونان، وبعضهم لم نعرف عنه شيئأ إلا من
كتابه. اما البيهقي فترجم لعظماء من فلاسفة الإسلام لم يتعزض لهم
القفطي، لأنّه لم يطلع على ما كتب سلفه (2).
طبع الكتاب سنة 1365 هـ- 1946 م ضمن إصدارات المجمع
وأعاد المجمع طبعه ثانية سنة 9 0 14 هـ- 1988 م.
4 - رسائل البُلَغاء:
يَضتم هذا الكتاب رسائل لمجموعة من الأدباء مفن اشتهروا بالبلاغة
والفصاحة وصناعة الكتابة، كابن المقفع، وعبد الحميد الكاتب،
وابن قتيبة، واب! القارح، وأبي العلاء المعزي، ورشيد الدين
الوطواط هـ
(1)
(2)
تاريخ حكماء الاسلام، ص 8.
المصدر ا! سابق، ص 9 5
144