قال كردعلي في مقدمة الطبعة الأولى (1326 هـ- 1908 م (:
"خير ما يُخرَجُ لطلاب الاَداب العربية في هذا العهد كلامُ أئمةِ البلاغة
من أهل القرون الأولى، وقد وقع الإجماعُ على أنَ عبد اللّه بن المقفع
وعبد الحميد يحيى الكاتب كانا من زعماء هذا الشأن، وأنَّ أسلوبهما
أحسن أسلوب في إحكام ملكة البيالىْ".
ثم أخرج الطبعة الثانية (1320 هـ= 1912 م (، فأضاف إليها
رسائل جديدة، وكذلك فعل في إصداره الطبعة الثالثة (1363 هـ-
1944 م (، فخرجت في نحو 530 صحيفة، جمع فيها نحو تسع
وأربعين رسالة ونصّاً، خطّها يراع ثلاثة عشر كاتبا! ا).
ويُلاحَطُ أنّ غرضَ كردعلي من جمعه لهذه الرسائل هو توفير مادّة
تراثية من نصوص البلاغة التي كتبها ائمّة العربيّة لتقديمها مُيَسّرة إلى
الناشئة؟ وقد قال رحمه اللّه (ص: و (: " ورجائي أن تحلّ هذه المجموعة
من نفوس عُشّادتى البلاغة محقها من القَبول اللائق بها، فهي خيرُ مثالٍ
يحسُجُ عليه مَنْ تسمو به الهمّة إلر! الأخذ بمذاهب أئمة الإنشاء. لا جرم
انّ مَن يُلقي نظرة تدبّر على رسائل البلغاء يحكم بأنّها أوراق قليلة،
تغني عن أسفار طويلة "، ويختم مقدّمة الطبعة الأولى، مبيِّناًالهدفَ
النبيل الذي يقصد إليه من نشر هذا النوادر بقوله (ص: ح (: "وإنّي
لأرجو ان تكون هذه الاورا! تىُ خيرَ مثال يحتذيه المتأدبون في كتابتهم،
وأن يقعَ فيه المشتغلون بتاريخ الشردتى واجتماعه على ما يتمّم بعض
الاحكام على الحضارة العربية، وان يستخدمها الدعاة لإصلاح
الأخلاق خير ذريعة يعالجون بها أدواء النفوس، فيكون منها عموم
النفع كلما كرّرتها السن الأيام، وكرّت عليها الأعوام والأيام ".
(1) وقد صدرت عن مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر.
145