كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

بمصادرته من كل ما يملك، فاضطر ان يذهب إلى الآستانة مستعدياً.
وما زال يعمل الوسائط حتى اجتمع بالسلطان، واقترح عليه هذا ألىْ
يصرف النظر عن دعواه على محافظ الحج، ويأخدْ مقابل مالِهِ قريتين
في الشام إقطاعاً له ولأولاده مِن بعد 5، فأبى، ولمحال للسلطان: ما جئتُ
لاَحْذ صدقة، بل جئتُ أطلبُ عدلاَّ وَإنصافاً. وهكذا رجع إلى دمشق
مجرّداً من ثروته، وهلك قهراً بعد قليل (1).
5 - و لا د ته:
وُلدَ المترجَم في دمشق، أواخر سنة 293 اهـ- اواخرآذار
1876 م. وقد سماه أبو 5 "محفداً"، ولقّبه ب "فريد" (2). وفي السنة
ذاتها تولّى السلطان عبد الحميد الثاني حُكم الدولة العثمانية.
6 - أخواه أحمد وعادل:
وأما أخو 5 احمد فقد أعانه على إدارة مجلّة (الممْتبس) التي كان
يُصدرها الأستاذ، حتى إنّه في سنة 1912 أقام الوالي العثماني دعوى
على المجلة، وقبض علئ مديرها المسؤول احمد كرد علي، وبعد
دخول الفرنسيين الشام سنة 920 1 م أعاد الأستاذ فتحها، وظهرت
جريدة المقتبس بتحرير شقيقه أحمد كرد علي، ووصفها كرد علي
بأنها: " تصدر حرَّة في الجملة، وطنئة الصبغة والمنزع، فلمّا هَلَكَ،
أصبح تحريرها ألعوبة في أيدي أناس، أرادوا تسخيرها في خدمة
احزابهم، فاضطررتُ إلى إغلاقها في صي! سنة 1928 م " (3).
(1)
(2)
(3)
المذكرات 1/ 5، خطط الشام 333/ 6.
المذكرات 1/ 5.
خطط الشام 6/ 339، 343، الدهان 5227
15

الصفحة 15