يحلّه، فاًخذتْ ترفع مقامه بين خاصتها وتبرّه، ليصلج لها كتاباتها
المنثورة والمنظومة، لأنّها كانت مولعة بالشهرة الأدبية، ولمَّا تستعد
لها على اصولها، وقد تخلّل ذلك كلام في النقد على أرباب الرفاهية
والمجد وطلاب الشهرة الباطلة.
وقد عزب كرد علي هذه الرواية ورواية (المجرم البري ء) بسرعة،
ونشرها بمجلة (مسامرات الشعب) بمصر، في 267 صفحة، سنة
1907 م (1).
5 - المجرم والبريء:
وهي رواية تمثّل صورة من صور التهور في الغرام الحرام وعواقبه
المدمرة، وتدور القصة في احداثها حول صاحب معمل في باريس،
كان في حالة حسنة من دنياه، يعيشُ في غبطة مع زوجته وفتاته، فساقه
الغرور إلى الاتصال بامراةِ أحد المحامين الكبار، استلّت منه اَدابه
وماله، ثم جمعته الأقدار في حرب السبعين مع زوجها، وكان يعرفه
من قبلُ معرفةً بسيطة، وانقذ كلّ واحد صاحبه في بعض المواقع، فلم
ير صاحبُ المعمل أن يعودَ إلى سالف عهده مع زوجة صاحبه بعد تلك
الحقوق التي بينهما، وراح يوبّخ نفسه على ما قدّمت يداه. ثم تحدثُ
جريمة جراء وقوع صاحب المعمل في أزمة مالية، كان وراءها
جاسوس يعرف امرأته، وأحد المدينين الذي قام الجاسوس بذبحه وأخذ
الأوواق المالية والسندات منه، وتشتبه الصورة بين صاحب المعمل
والجاسوس بعد ان رأيا الجاسوس الهارب من بيت القتيل الواقع قرب
بيتهم، ولمّا وقف صاحبُ المعمل في المحكمة متَهمأ تقدم صديقه في
دار الحرب ذاك المحامي على عجزه ليتولّى الدفاع عنه، وفاء بحقوق
(1)
مجلة المقتبس 2/ 493، المذكرات 1/ 309، الدهان، 251.
4 15