كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

وقد تُوفّي أحمد في 7 آب 927 1م، وخلفه اخوه عادل في رئاسة
تحريرها. (1)

7 - زوجته:
وأما زوجته فقد تُوقيت سنة 935 أم، فشمله وأسرته الحزن، لكنّه
تغلب على حزنه بعد حين، فشغل ذهنه بالمطالعة والكتابة (2).
8 - نشوؤه بين النّساء:
إذا كانت القرية "جسرين" -التي احبّها وعشقها- وَقَعَتْ من نفسه
موقعاً خالداً، فإنّه ترعرع في كنف الرعاية والعناية عند النِّساء كذلك،
وأحسنَ بذلك منذ نعومة أظفاره، فخلّف في نفسه حسّاً رقيقاً رائعاً،
لَبَثَ يصحبُه بعد الستين والسبعين، إذ يقول بعد نصف قرن في
مذكراته: "شعرتُ أوّل ما وعيتُ على نفسي بعطفِ النِّساء، وكنتُ
أُحبُّ الاجتماع إليهنّ، وأفضّله على الاجتماع إلى اترابي، واحبُّ
سماعَ كلام مَن يختلفُ منهنّ إلئ دارنا في القرية ودارنا في المدينة،
ومحهن مَن أرضَعْنَي، فَصِرْتُ ابْنَهُنَّ من الرّضاع، وغدا اولادهنّ
أخواتي وإخوتي. وكان الكهلات والشابّات والعجائز من أولئك
النّسوة، الفلاحات منهن والبلديات يضمنني إلى صدورهنّ،
ويُقَحلْنني، واضمهنَّ واُقبلّهن " (3).
9 - تعريفه العربي، وحبّه للعرب:
كان كرد علي يحاول ان يؤكّد أن العربيّ هو مَن يحذق العربية، ولو
كان من أصول غير عربثة، وفي هذا دلالة كافية على سعة أُفقه، ومبلغ
(1)
(2)
(3)
العجيل 39.
العجيل 40.
المذكرات 1/ 14.
16

الصفحة 16