تفكيره، وتحزيه عن علماء العرب، واعتزازه بهم، وإعجابه بلغة العرب.
وإنّك لَتجدُ في محاضراته التي ألقاها في كلية الاَداب بجامعة القاهرة سنة
933 ام، تعابير مختلفة تنمُّ كلّها عن حئه للعرب، وإعجابه بهم،
وبحضارتهم وثقافتهم بَلْه الدين الإسلامي الذي بشروا به في العالَم (1).
وهو يُؤكدّ النظرة القائلة بأنّ الفكر هو الذي يشكّل العقلية، وليس
الجنس أو العِرق (2).
يقول الأستاذ شفيق جبري رحمه اللّه: "ولقد حمله حُئه للعرب،
وتغنيه بحضارتهم، على أشدّ الدفاع عمّا تمّ على ايديهم من جلائل
الأعمال، ومن طالع نقده لبعض الكتب في (مجلّة المجمع العلمي
العربي) شعر بشعوره القويّ بالدين وبالقوميّة، ولولا الخوف من
الإطالة لتبسطتُ في الاستشهاد بهذا الشعور.
أمّافي تعلقه بالدين؟ فكان يكره الحشو والتفريق بين المسلمين وبين
غيرهم من أهل الأديان، وكان يتمنّى ان تكت! كتبُ الدّين في عصرنا
بأساليب أبي يُوسُف في (الخراج) والزِمخشْرقي في (الكشّاف)،
والغزاليّ في (الإحياء)، وابن حزم في (المِلل والنِّحل).
وأمّا دفاعه عن القومية فكان يقف بالمرصاد لكل كاتب يُحسنُ بأنّ في
كتاباته عن العرب بعضَ الانحراف عن الحقيقة لتعصّب أو لأمرٍ اَخَر،
ولا يهفه في هذا الباب ان تكون لهذا الكاتب صلة بأصحاب الأمر
والنهي أم لا، فكان شديداً على مَن تُحدِّثهم أنفسهم بسلب العرب
مزاياهم " (3).
(1)
(2)
(3)
محمد كرد علي، مجمع اللغة العربية، ص 68.
المصدر السابق، 176.
محمد كرد علي، مجمع اللغة العربية، ص 0 5.
17