المعارف، بأعضائه ورئيسه إلى مجمع علميّ، وتكون علاقته مع
رئيس الحكومة مباشرة، فأصدر الحاكم العسكري العام علي رضا باشا
الزَكابي أمرأ بذلك في الثامن من حزيران، فتألمَّس! (المجمع العلمي
العربي)، وأنشأ دارأ للَاثار وتجهيز دار الكتب بجهاز حديث (1).
وأمّا (مجمع القاهرة) فمن المعروف أن الأستاذ الرئيس قضى في
القاهرة بضع سنوات كانت مجالَ أخذ وعطاء، وإفادة واستفادة،
وتعليق وتوجيه. وشاءت المصادفات أن تثار فيها حين ذاك فكرة إنشاء
مجمع لغوي يطوّرُ اللغةَ ويحميها من المولّد والدخيل، وسبقَ أن اُنشى
فيها بالفعل عام 1892 م ما كان يُسفى (مجبم البكري) الذي لم يُعَفَر
طويلاً. ولكن الفكرة لم تَمُتْ، وبقيت حيّة نشيطة في العقد الاول من
هذا القرن، ولعل هذا كان إرهاصأ في العقد الثاني " لمجمع دار الكتب"
في القاهرة، وللمجمع العلمي العربي بدمشق. وقد عاصر كرد علي
هذا كقه، وعاش فيه، ولم يكن غريبأ أن يُختار اؤل رئيس لمجمع
دمشق، الذي ناضل طويلأ في سبيل دعمه. وعمل جاهداً لنشر اَثاره.
وكان على صلؤ بالملك فؤاد الأول، الذي تبنى فكرة إنشاء مجمع لغوفي
رسميئ يحقق ما هدفتْ إليه المجامع الأهلية التي اشرنا إليها، وفي لقاء
بينهما عام 1926 شاء الملك أن يفيدَ من تجربة دمشق السابقة، فقدّم له
كرد علي صورة صادقة، ويمكن أن يُعدَ بهذا مفن مهّدوا لمجمع
القاهرة.
أُريد بهذا المجمع يوم إنشائه عام 932 1 م أن يكون (مجمع اللغة
العربية) أولاً، قبل أن يكون مجمعاً مصريّا، كما يقول الدكتور إبراهيم
مدكور، فكُوِّنَ من عشرين عضوأ نصفهم من المصريين، والنصف
(1)
يمُظر " تاريخ المجمع العلمي العربي "، تأليف أحمد الفتيجّ، من مطبوعات
المجمع العلمي العربي، 375 اهـ= 956 ام.
30