الاَخر قسمةً عادلةً بين العرب والمستعربين،
لا إقليمية، ومؤسسة اممية لا وطنية (1).
وبدا هيئة عالمية
اما (مجمع بيروت) - كما يقول كرد علي: "فمع وجود اكفياء من
العلماء والأدباء في لبنان حالت الطائفية -على ما يظهر- دون مضئه في
طريفه، إذا كانت كلّ طائفة من طوائفه تحاول أن يكون لها التفوق على
الطوائف الأخرى من حيث عدد الأعضاء والتفرّد بالرّياسة. . . " (2).
"وأرادت بعض الحواضر العربية أن تحذو حذو دمشق في تأسيس
المجامع العلمية، فجاءت مصر بعد أعوام، فأنشأت مجمعها
الالغوي، فوضع ألوفاً من المصطلحات الجديدة، وبسط قواعد اللغة
العربية. وكانت بغداد، وعمان، وبيروت، تذرّعت بمثل هذا الغرض
الشريف، واجتمع (مجمع بغداد) جلسات قليلة، ثمّ انفضّ عن
لا شيء. واتفق أن كان (مجمع عمّان) ناقص التركيب لقلّة الرجال
فأخفق " (3).
لقد اعطى كرد علي (مجمع القاهرة) الكثير من جهده ووقته، قضى
فيه نحو عشرين سنة، يشترك في أدوار انعقاده المتعاقبة، لم يتخلّف
عنها إلا لضرورة قاهرة، كانت اطول مما تحظى به اليوم، يقول
الدكتور إبراهيم مدكور: "ولم يقنع كرد علي بالاشتراك في المؤتمر،
بل انضمّ إلى عددٍ غير قليل من لجان المجمع، فكان عضواً في لجنة
الأصول، ولجنة الاداب والفنون الجميلة، ولجنة العلوم الاجتماعية
والفلسفية، ولجنة الاحياء والطب، ولجنة الأعلام الجغرافية.
(1)
(2)
(3)
محمد كرد علي: مؤسس المجمع العلمي العربي، ص 16.
المذكرات 2/ 8 1 5.
المذكرات 2/ 8 1 5.
31