ولكرد علي اسهام واضح في مؤتمر المجمع ولجانه، فألقى في
المؤتمر بعض الكلمات، وعرض بعض المقترحات، ونشر في (مجلة
المجمع) طائفة من البحوث.
أما مقترحاته وبحوثه فمتعدّدة ومتنؤعة، فهو الذي وجّه النظر إلى
ضرورة الإجابة عن سؤال السائلين، واستفتاء المستفتين، ودعا إلى
نشر مفررات المجمع بين جماهير المثقفين، ومتابعة ما يمكن ان يوجّه
إليها من نقد أو ملاحظة. وتلك لا شك ثمرةٌ من ثمار تجاربه طوال
خمس عشرة سنة في مجمع دمشق قبل أن ينضئم إلى مجمع القاهرة. وله
بحوث أكاديمية مثل (عجائب اللهجات (، وأخرى عملية تطبيقية
كإحياء بعض الألفاظ المهملة، واقتراح ألفاظ جديدة تسدُّ حاجات
العلم والحضارة، وهو في هذا أميل بوجه عام إلى إحياء اللفط الفديم
السهل، وفي اللغة كنوز لم يكشف عنها بعد. وكثيرأ ما نَدَد
باستعمالات حديثة سرت إلى العربية عن طريق بعض اللغات الأجنبية
شرقيّة كانت أو غربية.
ولنفف قليلأ عند بحث ألقا 5 في افتتاح مؤتمر الدورة الثانية عشرة
بعنوان: "من عمل المجمعين "، وفيه مجموعة ضخمة في نحو خمس
مئة كلمة فصيحة يقترحها نظائر لكلمات حضارية في اللغة الفرنسية،
ولم يخلُ من مُلج وطرائف، وفيه يفول في صراحة اخّاذة: "المجالس
في العادة تتناقش في المعاني، ونحن معاشر المجمعيين أو اللغويين
قضت علينا صناعتنا أن نقصر مناقشاتنا في الألفاظ، والسعيد منا منْ
يأتي بكلمات تستسيغُها الأذواق جميعأ، وتدخل في الكتب المدرسية
من أيسر السبل. . . ومع ما يلاقي المجمعيون من العناء في تحقيق
غرضهم الشريف يعترض عليهم مَن يعرفُ ومَن لا يعرف، وهزأ
بعملهم كل مَن يبدو له أن يتسلّئ. . . وغفر الله لي بقدر ما دافعتُ عن
المجمع في مصر والشام لتبرئته من التهمة التي ألصقوها به ظلماً،
32