ونسبوا إليه وضع لفظ: (الشاطر والمشطور والكامخ بينهما) لكلمة
(سندويش). . . وغير نكير أن بعض اللغويين قد لا يراعون المقام في
استعمال ألفاظ استظهروها، يفرضونها علئ الناس فرضاً، لا يراعون
اعتبارات العصر. . . واذكر أنّ أحد علماء اللغة في لبنان رحمه الله
أصدر في القرن الماضي جريدة زراعيه أسبوعية حشاها بكلّ ما في
معاجم اللغة من عويص الألفاظ. وكنتُ يؤمئذٍ اَخذ الأدبَ عن أحد
المشايخ، وكان إماماً في اللغة، وما إن عرضتُ عليه الجريدة حتى
ردها، وقال: إتها لا تُفهم بدون شرح، وحاولتُ فعلأ شرحها على
طريقة الكتب الصفراء، وفي شرحي لها اختلط رأسها بذنبها،
وامتزجت حواشيها الأربع بعضها ببعض.
وأذكر أيضاً أنّ أحد المشتغلين باللغة نقل عن الإفرنجية كتابأ من
كتم! الأطفال أتى فيه بألفاظ الزمخشريّ والفيروز اَباديّ.
والغالب أنّ معظم اللغويين يحاولون لأؤَل أمرهم أن يُيسِّروا على
طريقة الشنقيطي أجزل اللّه ثوابه في رصف شعره بما وعى من
المفردات ".
وواضح أن كرد علي يعئر في كلّ هذا عن عصر مضى، وأصبحنا
نؤمن جميعاً بأنّ اللغة للحياة، وحياتُها في أن تلائِمَ اذواق الناطقين
بها، فتخف علئ مسامعهم، وترق علئ ألسنتهم، وتصدر عنهم،
ولا تفرض عليهم، وبهذا تستعيدُ العربيةُ مجدها، وتجد مكانتها بين
اللغات العالمية الكبرى (1).
16 - أسباب نجاح المجمع العلمي العربي بدمشق:
أهدى المجمع العلميئ العربيئ بدمشق مطبوعاته إلئ ملك مصر
(1) محمد كرد علي: مؤشس المجمع العلمي العربي ص 18 - 19.
33