أفاض عليه رأياع! 1). وكان يعيب على هيكل والسنهوري اتهما عَثنا
انفسهما عضوين في مجمع اللغة في مصر، وليس لديهما الوقت
للمشاركة في أعماله (2).
لقد قام المجمع برئاسة محمد كرد علي -كما يقول! الدكتور سامي
الدهان - بنصيبه في تقدّم العربية ونشر الثقافة، وانبرى اعضاؤه
يحاضرون الجمهور فى مختلف الموضوعات، ويحققون المؤلفات،
ويسهرون على جمع المخطوطات ودراستها ووصفها. وعادت إلى
المدرسة العادلية والمدرسة والظاهرية (3) امجادهما القديمة، فشهدتا
من جديد علماء الشام في القرن العشرين، يعملون كأجدادهم لإعادة
التاريخ الزاهر، والمجد الغابر، فما يزال! يرنّ في سمع الزمان ما وقع
فيها من امجاد خلال! ستة قرون، م! القرن السابع إلى القرن الثالث
عشر. ففي المدرسة العادلية وضع أبو شامة المقدسي تاريخه (الروضين
في أخبار الدولتين)، وعمل ابن خلّكان تاريخه المشهور (وفيات
الأعيان)، ونزل! ابن خلدون، ودعا ابن مالك النحوفي إلى دروسه
ومحاضراته.
ومرّت بالبلاد محن مختلفة، والمجمع قائم لا يتأثر إلا باللغة،
ولا يعمل إلا للثقافة، يحاضر، ويحقّق، وينشر، ولسانه مجلة راقية
تحمل الخير والنّور، وقد ماتتْ صحفٌ ادبية، وقضت منتديات
خطابيّه، وحفَتْ جمعيات ثقافية، والمجمع ما يزال! يبعث الإيمانَ
بالماضي القديم، ويرسل الإشعاع للمستقبل القريب.
وكان الأستاذ الرئيس واسطةَ العقدِ وموضعَ الحركة فيه يراسل
(1)
(2)
(3)
ا لمذكر ات 2/ 9 2 5 - 0 3 5.
محمد كرد علي: مؤض المجمع العلمي العربي: 175.
المصدر السابق.
35