كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

المستشرقين، ويكاتب المصريين، في سبيل المجمع، فكأنّه قطعة من
حياته، أو كأن حياته قطعة من المجمع، يدؤي صوته فيه كلّ صباح،
وتنعقد حوله الحلقات، وتتصل فيها الأحاديث والنكات، وتبرم فيها
المشاريع والقرارات.
ولم يكن الدهر باسماً له، ولم يكن الناس له بمسرورين، ذلك اثه
رأى منافسين وحُ! ادأ من الأفراد والهيعات، فتجهَمَ له الزمان حينأ،
وهمثنَ له أحياناً، ولقد قال في مذكراته: "لقيتُ الألافي من الحكومات
السورية في هذا المجمع العلميّ كأنّه كان بعض ملكي " (1).
17 - دار الاَثار:
ترافق إنشاء (المجمع العلميّ العربي) إنشاء دار للَاثار تابعة له كانت
هذ 5 الدار نواة دائرة للَاثار، تُعنى بجمعها وتصنيفها وعرضها.
وكان تُوى في باحة المجمع عشرات التماثيل الحجرية، كما كان في
غرفة الخزائن المغلقة الكثير من الاَثار الصغيرة مما عُني الأستاذُ الرئيس
بجمعه شتى الوسائل.
وظلّ هذا المتحف جزء من (المجمع العلمي العربي) عدّة سنين،
وأشرف عليه الأمير جعفر الحسني بعد عودته من بعثة علمتة حكومية
إلى فرنسة، حيث درس الاَثار، واهتم بصيانتها والتنقيب عنها (2).
واورد الأستاذ تيسير ظبيان، من أساتذة المدرسة التجهيزية بحمص
كتابأ ورده من الأستاذ الرئيس يذكر له أنّه عُثر على قبرين من فخار في
كهف مجاور لقرية فيروزة، فأُخِذا ووُضِعا في مدرسة فيروزة،
(1)
(2)
المذكرات 1/ 384، الدهان 234.
خطط الثام 339/ 6، محمد كرد علي: مؤسس المجمع العلمي الغربي
4 - ه.
36

الصفحة 36