كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

خمسين سنة أنّ التاريخ الهجريّ كاد ي! سى في البلاد، واعتمدالعلماء
والحكومات والتجار وغيرهم على التاريخ المسيحي، فكان يشق عليه
هذا الإهمال، ويغضبُ لعدم الحرص على المقدسات، يقول كرد
علي:! وقد وُفَفْتُ فيما دعوتُ إليه، وعادت الحكوماتُ وغيرها في
مصر والشام إلى التاريخ الهجري تكتبه مقروناً إلى التاريخ
المسيحي " (1).
*- وقوفه ضد استعمال الحروف اللاتينية في الكتابة العربية: أصدر
الدكتور داود الجلبي (رسالة تيسير القراءة والكتابة العربية باستعمال
الحروف اللاتينية)، وطُبعت في الموصل سنة 945 ام، وكان الأستاذ
عبدالعزيز فهمي قدم رسالة أخرى في هذا الموضوع إلى أعضاء
المجمع اللغوي بالقاهرة، وقد فَثد الأستاذ الرئيس ما قالا 5، ولاسيما
عند مناقشة الموضوع في (مجمع الملك فؤاد الأول)، وقد ختم مقالته
بقوله: "العربية تحتاج إلى مَينْ يُحسن تعليمها على الأصول الحديثة.
لغتنا سهلة يوم نتعلّمها، وكلكم تعرفون ان عدم العناية بتثقيف العامة
وفشو الأمية فيهم كان فيه الضررُ البالغُ، نحن هنا لإحياء العربية،
ويخشى أن تدعو هذه الضجة حول هذا الموضوع إلى زعزعة السمعة
الأدبية التي أحرزتها معه، فإنّ في اعتماد الحروف اللاتينية بدل هذ5
الحروف العربية الجميلة تتناقضُ مع الغاية السامية التي أنشىء المجمع
لأجلها، نصْ لا نملك بوجهِ من الوجو 5 إدخال جديد مضز يكون منه
القضاء على قديم مقدّس. هذ 5 الحروف هي ملك الشعوب الإسلامية
كلّها، اختارها ثلاث مئة مليون من المسلمين، إذا ابطلت تخسر مصر
ويخسر العرب ويخسر الإسلام ".
وأرجو رصيفي أن لا يحاذر من موت عربيتنا الحسناء بفعل نشر
(1) المذكرات 1/ 602.
44

الصفحة 44