كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب
لغات الأجانب بين اظهرنا، والا يدركها هذا المجمع ولا عشرونمجمعاً من مثله، فإنّ هذا تشاؤم غريب، واللغة كل يوم تزيد انتشاراً
على الألسن والأقلام.
ولغة حرسها القراَن هذه القرون الطويلة لايخشى عليها البوار،
وهي تزيدُ قوّة مع الأيام، وأتوشل إليكم يا رصفائي ألا نطيلَ المناقشة
في هذا الموضوع، لأنَّ ذلك يفلِّل من قيمة عملنا، ويظهرنا في الملأ
بمظهر لا نرضاه لأنفسنا (1).
ويقول: لو قُدِّر لهذا الاقتراح النجاح - وهذا احتمال بعيد - لخسرنا
تراثنا من المخطوطات العربية التي هي كنوزنا، بها نعتز، وبها نباهي
الأمم، وبها نظهر ما أضفنا من حلقات في سلسلة تاريخ الحضارة
العالمية (2).
23 - أساتذته:
كان إلى جانب دراسته المنهجية في المدارس قد تأثّر بالدراسة
والمدارسة مع أساتذة فضلاء، وكان يدينُ بالفضل الكبير لثلاثة منهم،
وهم الشيخ طاهر الجزائري، والأستاذ الشيخ محمد المبارك، والشيخ
سليم البخاريّ. ويذكر ائه أخذ عن غيرهم من مشايخ الطبقة الثانية،
وذلك كل ما وسعه قراءته: من كتب اللغة، والأدب والبيان،
والاجتماع، والتاريخ، والفقه، والتفسير، والفلسفة (3).
رز طاهر الجزائري (1268 - 1338 هـ= 1852 م - 0 192 م): هو
طاهر بن صالح الجزائري، هاجر والدهُ من الجزائر إلى دمشق في سنة
(1)
(2)
(3)
ا لمذكرا ت 2/ 2 0 5.
محمد كرد علي: 5 4 1.
خطط ا لثا م 6/ 4 33.
45
