الموضوعات -خصوصأ إذا كان غربياً- أنّ محذثه شيخ من شيوخ
المسلمين، يعيش في أمّة قد لا تقيم وزناً لهذه المعارف ".
* محمد المبارك (263 1 - 0 133 هـ- 1847 - 2 91 1 م): اتّصل
الأستاذ كرد علي بالأستاذ محمد المبارك، وظاهر من ترجمته انّه اخذ
عنه علوم العربية، ويذكر الأستاذ الرئيس: "كنتُ بدأتُ بنظم الشعر
فنهاني عن تعاطيه اُستاذي المبارك، وأرادني على إتقان الإنشاء ففط،
وما ينبغي له من الأدوات، لئلا يشغلني الشعر بلذّته عن طلب العلم،
فصدعتُ بأمره، كما كنت قَبِلتُ نصيحة والدي، وأنا يافع، بترك
الإنشاد بصوت رخيم. لأنّ ذلك كان يعدُّ في نظره شيماً وضيعاً، كما
روى ذلك عن شيخه. وهكذا حرمني والدي الموسيقى، وحرمني
شيخي الشعر، ولولا نصيحتهما لَعنيتُ بهذين الفنين، وكانا لي سلوى
وأيّ سلوى " (1).
والشيخ محمد المبارك، وُلد في بيروت من عائلة من عرب
الجزائر، نزلوا بين البربر يتولّون إرشادهم، وتلقينهم الطريق، فتعلّموا
لغتهم، واختلطوا بهم بالصهر والنسب، وهاجر أبوه إلى الشام، ثم
انتقل به إلى دمشق، وفيها قرا القرآن وجوّده، واخذ يطلب العلم،
وكان له من جودة حافظته ما اتّسع به محفوظه. قيل: إنّه حفظ (مقامات
الحريري) في خمسين يوماً، وما عاقه اشتغاله بالتصوف على ما كان
اجداده عن الاسْتغال بالأدب وعلوم التفسير والحديث والسيرة.
اتّصل في صباه بالأمير عبد القادر ا الجزائري، الحسني، فعهد إليه
تعليم أولاده.
قال عنه الأستاذ كرد علي: "اتّصلتُ به سنين اَخذ الأدب عنه،
(1) خطط الثام 6/ 4 33.
48