فكُتب لي شرف الاطلاع علئ تواضعه ولْقواه وكرمه وعزوفه، وقلّ
فيمن غلب عليهم التصوف ان جاء منهم عالم وأديبٌ على هذا المثال
البارع الذي كان عليه استاذنا المبارك " (1).
ء سليم البخاري (1268 - 1347 هـ- 1848 - 1928 م): أحد
رجال الإصلاح الديني واليقظة الحديثة في سورية، هو سليم بن
إسماعيل اللَامدي، نسبةً لمدينة آمُد، مركز ولاية ديار بكر، البخاري
لقباً، نسبة إلى بخارى بلدة أمّه، وُلد في دمشق، وتعلّم بالمدارس
التركية، واخذ العلم عن علماء عصره كخال والدته الشيخ محمد
البرهاني، والشيخ عمر العطار، والمنلا طه الكردي، والشيخ بكري
العطار، والشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني، إذ أخذ عنهم علوم
العربية واصول الفقه والكلام والتفسير، وأخذ الحديث الشريف رواية
ودراية عن الشيخ سليم العطار، وتردّد على مجالس! مفتي دمشق ونقيب
الأشراف السيد الشيخ محمود الحمزاوي، وربطته بالمحدث الشيخ بدر
الدين الحسني والشيخ ظاهر الجزائري، روابط المحبة والولاء.
تولّى على حداثة سنّه منصب الإفتاء في الفيلق الخامس العثماني،
وهو فيلق الشام بعد أن فاز في امتحادْ الاَستاثة.
أخذ بالاطلاع علئ كتب الادب العربي والتاريخ والملل والنِّحل،
وامهات كتب الشريعة، بالإضافة إلى اطلاعه على المخطوطات
النفيسة، وحاول إبرازها هو والشيخ طاهر الجزائري، كما اطلع على
المؤلفات الحديثة في علوم الاجتماع والعمران والسياسة والحكمة.
جاهر باَرائه في الإصلاح الديني والسياسي، ولقي اشدّ أنوع الأذى
في أواخر العهد العثماني.
(1)
المعاصرون، ص 9 36، وترجمته ثمة (367 - 372).
49