الأستاذ محمد كرد علي ونشر في مجلة المجمع العلمي العربي بحثاً
انتقادياً شديداً فضح فيه أغلاطه وافتراءاته (1). ثمّ عاد إلى انتقاد ما كتبه
"لامنس" عن الشام وعن الإسلام ضمن موضوعات (موسوعة
الإسلام)، وإضافة إلى ما كتبه لويس شيخو والريحاني في كتاباتهما.
ويتبيّن من هذا انّ جمهرة المستشرقين لا يتفقون معه في الرأي، بل
يصفونه بالتحزّب والتعضب وينظرون إلى اقواله بتحرّز شديد (2).
علاقته مع الأمير ليوني كايتاني (1869 - 1926 م): ينتمي الأمير
كايتاني إلى أسرة قديمة عريقة في إيطالية، يمتد تاريخها إلى زهاء ألف
سنة، كان مثها الباباوات ورؤساء الدين والقوّاد والحكّام. وقد درس
هذا الأمير في كلية رومية للآداب، وأتقن من اللغات: الإيطالية،
والفرنسية، والإنكليزية، والألمانية، واللاتينية، والفارسية،
والعربية. ولما احرز حطًا من العلم والاَداب، وضع كتاباً في التاريخ
الإسلامي بالإيطالية -قبيل الخامسة والعشرين من عمره - يغني عن كثير
من الكتب، ويرفع كثيرأ من المشاكل في تاريخ العرب الذي أدهش العالم،
فجمع لذلك مكتبة ضخمة باللغة العربية وغيرها من المخطوطات، مما
كان مبعثراً في مكاتب اوربة وغيرها، فجاءت مكتبةً قل نظيرها في
الشرق والغرب في موضوع التاريخ الإسلامي خاصّة.
يقول كرد علي: "اشتغلتُ في خزانة الأمير اليوني كايتاني) في
رومية شهرأ كاملأ، سنة 1913، ولما انجزتُ عملي، قدّمت له بضع
مجلدات من (مجلة المقتبس) هدية، واستأذنتُه بالسفر إلى سويسرة،
(1)
(2)
مجلة المجمع العلمي العربي، المجلد (2) ص ا 27 - 281.
مجلة المجمع العلمي العربي، مج (7) ص (129 - 132)، ثم المجلد
(21) ص (3 - 11)، محمد كرد علي: مؤسّسى المجمع العلمي العربي،
صه 18.
58