كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

ووصل بكده وعرقه وجهد ذاته وتوفيق مولا 5 إلى تسفم مناصب
وتحقيق امنيات.
وأفا الثانية: فهي إنجازاته العالية التي قدّمها، فكانت بذرتها
(المجمع العلمي العربي) بدمشق، الذي قلدته باقى الأقطار العربية،
إضافة إلى تأريخه المميز لبلاد الشام والحضارة العربية، وكتاباته
الكثيرة في هذا المجال مما ستجدها في الفصل الثاني.
إنّ كرد علي كردفي الأصل، وأمّه شركسيّة، ومع ذلك فإنّ تم! كه
بالعربية والعروبة كان فوق ذلك كقه، فالعربيُّ عنده مَن كان عربيئ
اللسان. وحقاً كان كرد علي عربيَّ القلب والهوى واللسان. مفاخراً
باقتران الإسلام مع الحضارة العربية، وعَفَم العرب والأعاجم من
المسلمين ضرورة وجود مرجعيّة للغة العربية تمثّلت بإنشاء المجمع
العلمي العربي وكان كتابه " الإسلام والحضارة العربية " من الكتب الفذّة
في بابها.
ومما يُسخل له ازوعه الواسع على ما كتبه المستشرقون عن حضارة
الإسلام، واتصاله بهم وزيارة جامعاتهم ومجامعهم، وتعميق الصلة
بينهم وبين المجمع العلمي العربي بدمشق، فضمّ عدداً منهم إليه أعضاءً
مراسلين، حتى إنّه قيل: إنّه لا يوجد أحد يُماثل كرد علي في معرفة
الاستشراق في عهده.
-ك! -*!
اشتغل كرد علي بالسياسة والصحافة، فأخذتا الكعير من وقته
وتفكير 5 وصحته، وكتب في الصحافة اَلاف الصفحات، فعرفه الناس
اديبأ ومترجمأ وكاتبأ جليلأ.
ولو انصرف إلى التاريخ لكان مؤرِّخاً مُفلقأ، ذلك أنّه قلّما تجد

الصفحة 6