كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

الراجكوتي يذكره في مجالسه ودروسه ذكراً مملوءاً بالحب والتقدير،
وكانت بعض كتبه تدرّس وتتداول خاصة (الإسلام والحضارة العربية)،
و (أمراء البيان)، و (خطط الشام)، و (رسائل البلغاء)، و (غابر
الأندلس وحاضرها)، و (غوطة دمشق)، و (كنوز الأجداد).
وكان العلماء في الأوساط الجامعية والمؤسسات العلمية قد
استفادوا من مؤلفاته، واقتبسوا، وترجموا منها فصولاً وأبواباً،
كالعلامة السيد سليمان الندوي، والأستاذ أبي الحسن علي الحسني
الندوي، والشيخ مسعود عالم الندوي، والشاه معين الدين أحمد
الندوي (1).
27 - كرد علي والدعوة الإسلامية وعقيدته:
أحمث كرد علي إرجاع الناس إلى دينهم كما هو، دون جمود
وحشو، فأشاد بالحركة العلمية المنتشرة في اقاليم بلاد الشام.
يقول الأستاذ الرئيس: " رأيتُ في العقد الاخير من القرن نهضةً دينيةً
تهقلتُ لها، قام بها بعض الغُيَّر على الدين، بعد ان رأوا ضعف
مشخصاته في كلّ مظهر من مظاهره، أدركوا أنْ ليس لهم مخرجٌ مما
صارت إليه الأمّة إلا بتعليمها أصول دينها، فأنشؤوا مدارس ودروساً
في حلب وحماة ودمشق، وأرادوا إرجاع الثاس إلى الجوامع، وقد
هان عليهم الاختلاف إلى الحانات والملاهي، وممىْ قام بكِبَرِ هذا
الامر المهمّ العلامة الشيخ سعيد النعسان في حماة، والعلامة الشيخ
محمد بهجة البيطار في دمشق، وغيرهما في غيرهما، فتخرّج بهذين
العالمي! عشرات من الطلبة تلقَّنوا الشريعة على أصولها، وقام في
(1)
محمد كرد علي: مؤسس المجمع العلمي العربي، 254 وما بعدها من بحث
الأستاذ مختار الدين أحمد.
60

الصفحة 60