كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

دمشق عالِمٌ من طراز آخر (1) عفَم العامة تعليمأ لا يخلو من جمود
وحشو، ولكنّه ينفع من بعض الوجوه، لأن طلاّبه انبثوا في القرى
الشاميّة، وكان بعض أهلها على وشك الخروج من الإسلام بفعل
الجهلى، كما حدث منذ سنين.
وقام العلامة الشيخ عبد القادر القصّاب رحمه اللّه في دير عطيّة في
جبل القلمون، وعَلَّم كثيراً من الطلبة انبثوا في أنحاء الجبل، فأعادوا
الضالين إلى حجر الإسلام " (2).
واشاد الاستاذ كرد علي بمجهود إدارة الاوقاف التي أشَسَتْ "في
عاصمة الشام مدرسة العلوم الدينية، وأخذتْ تخرِّجُ طلبةً منوّرين من
طوائف إسلامية مختلفة.
وانصرفت هِمَمُ افرادٍ من أبناء فلسطي! ولبنان والعلويين وبلاد
الشمالى والجنوب في سورية فدرسوا في الأزهر، وفي كليات
الاختصاص فيه، ومنهم مَنْ عاد إلى وطنه بشهادات تدلىّ على دراساتهم
النافعة مثل السيد أنور سلطان، والشيخ علي الطنطاوي، ويزيد هذا
إلى علمه وفقهه أنه كاتب من الطراز الأولى، وهو م! الطبقة التي تُحسِ!
أدب العربية إحسانأ يُساعدها على فهم الشريعة أكثر من الجامدين،
ومَن قَلَّتْ عنايتهم بهذه الفروع " (3).
ويُقدِّر الأستاذ أيضاً جهود صديقه عارف النكدي في فتج مدارس
وكتاتيب في "عُبية " (4) وما جاورها من القرى في لبنان لتعليم أبناء الجبل
القرآن الكريم، ويعيدهم إلى الشُنّة، كما كان من العلامة جمالى الدين
(2)
(3)
(4)
هو الشيخ علي الدقر رحمه اللّه (ن).
المذكرات 2/ 4 9 5.
المذكرات 2/ 4 9 5 - 5 9 5.
ا لمذكرات 2/ 4 9 5.
61

الصفحة 61