كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

في زيارته الرابعة إلى أوربة عام 1928: وذلك في 15 شباط، طاف
خلالها إنكلترة، وفرنسة، وبلجيكة، وكان في ذلك كلِّه يُحاضر،
ويتصل بالعلماء والمستعربين، ويزور المكتبات والمتاحف، ويفيض
في المحاضرات والمؤتمرات (1).
3 - رحلات أخريات: إضافة إلى رحلاته إلى الغرب فقد رحل رحمه
اللّه إلى المدينة المنورة واستانبول ومصر.
لقد جنَّدت الدولة العثمانية المفكرين للدعاية لها، وجمعت من
الشام طبقة من علماء الدين والأدب ليروا ويصفوا، وكان سفرهم أواخر
سنة 914 ام، فخطب أعضاؤه، ونظموا الشعر خلال الرحلة، ولما
عادوا كلّف القائد جمال باشا اربعة منهم بتأليف رسالة عن الرحلة،
وهم: محمد كرد علي عن (المقتبس)، ومحمد الباقر عن (البلاغ)،
وحسين الحبال عن (ابابيل)، وعبد الباسط الأنسي عن (الإقبال).
واصدروا كتابأ أسموه (البعثة العلمية إلى دار الخلافة الإسلامية).
ثم رحل انور باشا إلى الحجاز، وطلب إلى محمد كرد علي أ ن
يؤلف في الرحلة، فألف كتابه (الرحلة الأنورية إلى الأصقاع الحجازية)
وهو يقول بعد ذلك في الكتابين إنّهما: "من كتب الدعاية السمجة في
الحرب الممقوتة "، ويقول كذلك: " وانا غيرُ راضٍ عن اكثر ما فيهما،
وهما كتابان لغيري لالي ".
ورحل كرد علي إلى المدينة المنوّرة، في رحلة استغرقت ثلاثة
وعشرين يوماً، وكتب مقالأ أسماه (في مدينة الرسول لمجي!) (2).
وأمّا مصر -ففضلاً عن رحلاته الكثيرة إليها- ففد كان يسافر
(1)
(2)
ا لدها ن: 4 3 2.
ا نظر " ا لمذكر ات " 1/ 9 8، 3/ 4 78، الد ها ن 0 3 2.
66

الصفحة 66