في خريف كلّ عام إليها، بعد أن انتخبه المجمع اللغويّ (مجمع فؤاد
الأوّل) عضواً فيه، يناقش، ويحاضر، ويزور، ويكتب ويؤلّف،
حتى منعه اطباؤه من السفر، فحيل بينه وبين إخوانه في مصر الذين
أحئهم وأكبرهم، رغم سعي السعاة ووشاية الواشين (1).
9 2 - وفاته:
توفي الأستاذ الرئيس يوم الخميس في 2 نيسان 953 ام، وهو في
السابعة والسبعين. وشيّعته البلاد، وبكاه أهل العلم والفضل، وابنَه
على قبره الأديب القانوني الدكتور منير العجلاني باسم (المجمع العلمي
العربي) فقال: " إنّ ثمّة إمارَتَيْن في العالم العربي: إمارة الشعر، وكانت
معقودة اللواء للمرحوم احمد شوقي، وإمارة العلم وكانت معقودةً
لفقيدنا العلامة محمد كرد علي " ثمّ قال: "إنّ الفقيدَ كان رائداً وقائداً،
ومعلماً، ومرشداً، وله اوّليات خالدة، فهو أوّل مَنْ أنشأ مجلة أ و
جريدة في الشام، وهو أؤل من أنشأ المجامع العلمية ".
ودُفِنَ الفقيدُ في مقبرة الباب الصغير بجوار قبر معاوية بن
أبي سفيان في دمشق التي أحئها وعمل لها، ورفع مناراتها عالياً،
وسيّر ذكرها بين الناس في القرن العشرين (2).
0 3 - رثاؤه:
رثى عددٌ من الفضلاء الأستاذ الرئيس محمد كرد علي من الشام
والعراق ومصر منهم الأستاذ محمد بهجة الأثري، والدكتور جميل
سلطان، والأستاذ معروف الرصافي، والأستاذ حسن كامل الصيرفي،
والأستاذ حسني فريز.
(1)
(2)
الدهان 235.
الدهان 236.
67