"إنَّ محمداً كرد علي إنسانٌ قبل أن يكون مؤرّخاً وأديباً وصحافياً،
إنسانٌ مرهف الحسّ، يُحِبُّ ويكر 5، يُحِبُّ الحْير والصدق والجمال،
ويكر 5 الشرّ والكذب والفساد، إنسانٌ عصبيُّ المزاج، يطرب ويغضب،
تطربه الكلمةُ الحلوة، ويسرّ 5 المنظر الجميل، تستخفه النكتة في
موضعها، وتنقبض نفسُه من أيّ انحرافٍ يرا 5 أو يسمعُ به، كان يتألّم
من الظلم ينزل بأحد الناس، ويغضب إذا ما استُثِيرَ، أو استُغضِب " (1).
ويقول كرد علي عن نفسه: "خُلقتُ عصبيَّ المزاج دموئه، مغرماً
بالموسيقى العربية، مُحئأ للطرب والأنس والدعابة، عاشقاَّ لَلطبيعة
والسياحة، وقد كان للمزرعة الصغيرة التي اورثنا إياها المرحوم والدُنا
في قرية جسرين من قرى الغوطة أثر ظاهر في تربية ملكتي. وبها
استغنيتُ انا وإخوتي لأوّل مرة عن طَرْقِ الأبواب للتحيّل أو التسفل
للمعاش " (2).
32 - تنتمجيعه النتمباب:
من الأمور الهامّة الملحوظة في حياة الأستاذ الرئيس تشجيعُه شبابَ
عصره من النابهين الذين وجد فيهم بذرة العلم والخير، وتوسَّم فيهم
الجدّ والعمل، فتراه يُقدِّمهم في محاضراته (المجمع العلمي العربي)،
ويشُيد بهم في كتبه، وتشهد على ذلك أفعاله.
لقد كَتَبَ الله لكثير من هؤلاء الشباب التوفيق في عملهم، والشهرة
في أوساط أهل العلم، والرفعة في مكانتهم بعد حين. وأذكر من
هؤلاء: الأساتذة الفضلاء: زكي المحاسنيّ (3)، وعز الدين علم الدين
(1)
(2)
(3)
محمد كرد علي: ص 0 1 1.
خطط الثام 6/ 346.
زكي المحاسني (1326 - 392 اهـ= 1908 - 972 ام)، دكتوراه في-
71