كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

الأمويين: الإدارة في على عهد معاوية بن أبي سفيان، إدارة يزيد بن
عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، ويرْيد بن الوليد، ومروان بن
محمد، إدارة العباسيين، تدابير السفاح والمنصور، إدارة المهدي
والهادي والرشيد، إدارة الأمين والمامون، الإدارة على عهد المعتصم
وأخلافه، إدارة المعتز والمهتدي والمعتمد، الإدارة على عهد
المكتفي والمقتدر، وكلامٌ في الوزراء.
ففي بحثه في إدارة الرسول ع! يوّ، يُفصِجُ كرد علي عن عبقرية نادرة
في الكتابة في مثل هذا الموضوع، وأحسب انّه أول مَن عالج موضوع
الإدارة في الإسلام.
يقول كرد علي: "ولقد كان الرسول ع! م! يتخيّر عماله من صالحي
أهله وأولى دينه وأولى علمه، ويختارهم على الأغلب من المنظور
إليهم في العرب، ليوقَروا في الصدور، ويكون لهم سلطان على
المؤمنين وغيرهم، يحسنون العمل فيما يتوتون، ويشُرِبون قلوبَ مَن
يمزلون عليهم الإيمان، ويكشِفُ أبدأ عملهم -اي يفتشهم - ويسمعُ
ما ينقل إليه من اخبارهم، وقد عزل العلاء بن الحضرمي عاملَه على
البحرين، لأنَّ وفدَ عبدَ القيس شكاه، وولّى ابان بن سعيد، وقال
له: استوصِ بعبد القيس خيرأ، واكرم سراتهم، وكان يستوفي
الحساب على العمال، يحاسبهم على المستخرج والمصروف، وقد
استعمل مزة رجلأ علئ الصدقات، فلما رجعَ حاسبه ففال: هذا لكم،
وهذا أُهدي إليّ. ففال النبي ع! ي!: ((ما بالُ الرجل نستعمله على العمل
بما ولأنا الله فيقول: هذا لكم، وهذا أُهديَ إليّ، افلا قعد في بيت أبيه
واقه فنظر ايُهدى إليه أم لا! وقال: "مَن استعملناه على عمل ورزقنا5
رزقاً فما أخذ بعدَ ذلك فهو غلول".
وما انفك الرسول ع! يِ! من استشارة اهل الرأي والبصيرة، ومَن شُهد
89

الصفحة 89