كتاب محمد كرد علي المؤرخ البحاثة والصحافي الأديب

النور، كانت كتب الفلسفة والعلوم المادية والأدبية يتنافس فيها علماء
العرب في بغداد وقرطبة، وتترجم للمنصور العباسي الكتب من اللغة
العجميّة إلى العربية، منها كتاب (كليلة ودمنة)، وكتاب (السند
هند)، وتترجم له كتب ارسطاليس من منطقيات وغيرها، وكتاب
(اقليدس)، وكتب (الأرتماطيفي)، وسائر الكتب القديمة من اليونانية
والمْهلوية والفارسية والسريانية، وتخرج إلى الناس، فينظرون فيها،
ويتعققون إلى علمها. ومعظم الخلفاء الأُوّل من بني العباس يشرفون
على علوم الناس وآرائهم من تفدّم وتأخر من الفلاسفة وغيرهم من
الشرقيين، وتجري في مجالسهم مباحث في أنواع العلوم من العقليات
والسمعيات في جميع الفروع والأصول (1).
وقد نشرت الكتابَ بمصر لجنةُ التاليف والترجمة والنشر بمطبعة دار
الكتب المصرية، في جزأين، صدر الجزء الول منه سنة 1934،
وصدر الجزء الثاني سنة 1936 (2).
3 - أقوالنا وأفعالنا:
يُعذُ هذا الكتاب من الكتب الجديرة بدراسة آراء محمد كرد علي،
فقد أوح فيه خلاص! اَراف في عالم الاجتماع والسياسة والتاريخ على
شكل مقالات عبَّر فيها عمّا تجيشُ به نفسه، وهو يقول في مقدمته:
"كلّما عَلَتْ بي السن يتعاظمني ما أرى مِن سز بعض المشهورين
وعلانيتهم، وما يتجلّى م! قلّة الصدق في أكثر الطبقات، وما يُمنى به
بنوها من غرور، ورايتُ معظمَ مَن كانوا بحسب العرف أمناء الشرع هم
(1)
(2)
المصدر السابق 189/ 1 - 190.
نقده: صلاح الدين المنجد في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق
16/ 330، ونقده في مجلة الرسالة 3 (1935): 199. مصادر الدراسة
الأدبية 2/ 656 "
92

الصفحة 92