وفي بحثه "القول في تاَليفنا" (1): الكتب مقصورٌ تأليفها عندنا على
فئة صغيرة جداً، ويقوم رواجُها على اناس مخصوصين، والمؤلّف
لا يعيش من تأليفه، ولا يرتفق بقلمه، وجمهور الأمة بمعزل عمّا
يكتب. وليس لنا مؤلفون الّفوا احرارًا، وكتبوا أحراراً، نريد متفنّنين
يعيشون من فنّهم وريشتهم، وأرباب عقول ينعمون بفضل عقولهم.
نريد كتباً حيّةً تصبر على حرارة النقد، ومؤلّفين أجلاداً لا يوقفهم
شيءٌ عن نقد الكتب نقدا صحيحاً، ينفع العلم والمتعلمين من الفئة التي
لا تصانع الطابعين، ولا تخاف صغار المؤلفين، ونريدُ صحفاً تجهر
بالحقائق تقرّرها، والمحاسن تنشرها، والمطابع لا تسترها.
ر - (2)
لم يمول: "نريدُ كتباً تكونُ فتنة لقارئها، لايتركها إلا وقد
استوفاها من الدفة إلى الدفة، ثم يكرّرها، ويعيد النظر فيها. كتباً
للحياة الحاضرة، تحفزنا للعمل، فيها من علم الحال لا من علم
الخيال. كتباً تخلّقنا بأجمل أخلاق العصر، لا كتباً تذكرنا بالماضي
ففط. من الطراز الذي نفتحه باحترام، ونتصفحه باحترام، ونطبقه
باحترام، ونحفظه في خزائننا باحترام ".
قد طُبع هذا الكتاب سنة 365 اهـ= 946 1 م في مصر، بدار إحياء
الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي وشركاه) في 432 صحيفة.
4 - أمراء البيان:
يضمّ الكتاب بين دفتيه عشرَ تراجم لأمراء البيان والإنشاء في ادبنا
العربي، وهم عبد الحميد الكاتب، وعبد اللّه بن المقفع، وسهل بن
هارودْ، وعمرو بن مَسْعدة، وأحمد يوسُف الكاتب، وابراهيم بن
(1)
(2)
أ قوالنا وأ فعا لنا، ص 9 9 3.
ا لمصدر السا بق، ص 0 0 4.
94