نظر المؤلِّف في كتابه إلى الكتابة التي تؤدّي المعاني الجليلة في
الألفاظ القليلة من غير تكلّف أو تصنع، فهو يتحدت عن ابن فضل اللّه
العمري، والصفدي، وابن منظور، والمفريزي، كما تنظر كتبُ
الأدب الغربية. إلى ادبائها ومؤرّخيها، وكُتّاب الرحلة وعلماء النفس
حي! يرتفعون إلى مرتبة الكاتب الأديب في صفحاتهم (1).
يقول الدكتور سامي الدهان في مقدّمته للكتاب: "وقد قلنا إننا
لا نستطيع أن نوازن بين ما نشره من هذه البحوث في مجلة (المقتبس)
905 ام، وبين ماطبعه بعد ذلك، لنرى مبلغ التطور والإضافة
والحذف، ولكننا نستطيع أن نحكم على دراساته، فقد كتبها بأسلوب
بياني عجيب، يكاد يختلطُ بنصوص أمراء البيان الذين يكتب فيهم،
إشراقاً في العبارة، ووضوحأ، ودقّة، وسلامة بيان، وإيجازاً في
التعبير، فقد تأثر بهم من غير شك، ولكنّه مع ذلك كان حرّاً في نفد
أساليبهم، جريئاً في الحكم عليهم، يقف عند مخالفة النقاد فيهم
بقوله: وهذا قول يحتاج إلى نظر" (2).
وقد قام المؤلف بدراسة عصر كل كاتب، وأصله، ونشأته،
وبلاغته، وأسلوبه، ونموذجات من اَثاره (3).
طبع الكتاب بمصر في لجنة التأليف والنشر في جزئين سنة
937 ام، وأمحيله طبعه في بيروت بدار الأمانة عام 388 ا هـ-969 ام.
5 - البعثة العلمئة الن دار الخلافة العثمانية:
في أواخر السنة الأولى للحرب أرسل جمال باشا الأستاذ كرد علي
(1)
(2)
(3)
مقدمة الدكتور سامي الدهان لأمراء البيان، ص. ت.
المصدر السابق: ص، ط.
نقده أحمد صقر في مجلة الثقافة (مصر) مجلد 2 (1940): 93 (مع كلمهْ في
النفد الأدبي). مصادر الدراسة الأدبية 2/ 656.
96