مع ثلة من علماء بلاد الشام إلى الاَستانة فجناق قلعة، وأوعز إليهم
لإنشاء كتاب عن هذ 5 البعثة، ووضع كتاب في رحلة انور باشا، وكيل
القائد العام وناظر الحربية، إلى الشام والحجاز، ففعل ذلك مضطراً،
وظهر هذان الكتابان: الأول باسمه واسم ثلاثة من أرباب الصحف في
الشام، والثاني (الرحلة الأنورية إلى الأصقاع الحجازئة) باسمه فقط،
وهما كما يصفهما كرد علي من كتب الدعاية السمجة في الحرب
الممقوتة (1).
والسبب في دعوة الدولة العثمانية العلماءَ والوجهاء انَّ: "بعض مَنْ
في الأرضِ العثمانية يشكُّون في سرِّهم بصحة ماكان يترامى إلى
اسماعهم من الطرق الرسمية من الحادثات والمبشّرات، وذاك! ما وَقَرَ
في الأذهان من قؤة العدؤ الموهومة وبطشه المستمرّ في البر والبحر،
فرأى أحمد جمال باشا ناظر البحرية والفائد العام للجيش الرابع المخيّم
في سوريه ان ينتدب أناساً مأمونين من أهل هذا القطر لزيارة الغزاة في
(جناق قلعة) ليبصروا بأعينهم مبلغ حوادث الانتصارات من الصدق،
حتى إذا رجعوا إلى قومهم يصفون لهم ما شاهدوا".
وقد عهد القائد العام إلى الولايات والألوية في سورية وفلسطين أ ن
تختار أفرادا من العلماء والفضلاء والوجهاء ليمثلوا قومهم في رحلة
الاستانة وجناق قلعة.
فانتدبت دمشق السيد ابا الخير عابدين مفتيها، وعبد المحسن
أفندي الأسطوانيّ، وعطا أفندي العجلانيّ. وانتدبت حماة: السيد
احمد الكسِلاني، وحمص توفيق افندي الأتاسي، وحوران: محمد
افندي الزعل، ومحمد أفندي الحلبي، وبيروب: مصطفى أفندي نجا
(1) خطط الشام 6/ 1 4 3.
97