عام (917 ام)، مروراً بفترة تعدّ من أشدّ الفترات التي مرَّت على الأمة،
وعلى ذلك الجيل بالتحديد، ألا وهي مدة الاحتلال الفرنسي لسورية
ولبنان، والاحتلال الإنكليزي للعراق وفلسطين وشرق الأردن وأطراف
الجزيرة العربية (1).
تلاحقت الأحداث الأليمة التي مرّت بها الأمة والشيخ في ريعان
الشباب، ومن هنا بدأ الوعي السياسي لديه مبكّراً، كما ساعد هذا الجو في
تكوين المفاهيم (2) والقناعات نحو المحتل الغاصب، ورسم تبعاً لذلك
صورة حفيقية لتلك الأمم التي تدَّعي التحقر والمدنية، وهي التي تمارس
الوحشية وإهدار الكرامة، ونهب الخيرات، وسرقة مقدرات الأمم
الضعيفة.
إزاء هذا كله لم يجد الشيخ مصطفى بدّأ من الانخراط المبكّر في
العمل السياسي، حيث تمثّلت مشاركة الشيخ السياسية خلال حياته
بالأعمال الاَتية:
أولاً: الانخراط في صفوف الكتلة الوطنية:
لفد شارك الشيخ في النضال ضد الفرنسيين بشتى الوسائل، إلا أنه
قد برع في الخطابة التي كانت تلهب حماس الجماهير ضد الفرنسيين،
وقد أخبرني الأستاذ الدكتور علي محافظة (3) أستاذ التاريخ المعاصر في
الجامعة الأردنية أنَه اطَّلع - وهو يحضّر للدكتورا 5 في فرنسة - على وثائق
الخارجية الفرنسية التي سجَّلت أحداث تلك الفترة، ولفت انتباهه ما دوّن
وسجِّل عن أعمال الشيخ الزرقا وجهاده ضد الفرنسيين (4).
(1)
(2)
(3)
(4)
إلى اَخر مأساة تقسيم البلاد العربية على وَفق اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة.
راجع المجذوب: 2/ 359.
وكان رئيس جامعة اليرموك - الأردن.
حينما أنهى حفيد الشيخ الزرقا دراسته الثانوية، ورغب بالدراسة في الجامعة-
4 0 1