كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

وفي هذا المقام اخبرنا الشيخ مصطفى - رحمه اللّه - أنه قام
بالمشاركة بتأسيس جمعية المحافظة على الأوقاف، وذلك بسبب
محاولات إلغاء الأوقاف الذُّريّة في سورية ولبنان، وقد كانت نشاطات
الجمعية الحقيقية سياسية وطنية بالدرجة الأولى لمحاربة الاستعمار،
ولكن هذه الجمعية اتّخذت اسم (المحافظة على الأوقاف) للتستُّر وراءه،
ولضمان عدم اتهامهم بالثورية وتوقيف نشاطهم.
ومن مشاركات الشيخ في النضال ضد الفرنسيين من خلال هذه
الجمعية رفعُ إنذار عدلي عن طريق كاتب عدل حلب إلى المفوَّض السامي
الفرنسي لعدم الاعتداء على الأوقاف الذرية وإلغائها في سورية ولبنان،
كما قام بإلقاء خطبة على باب قصر العدلية في حلب ضد الفرنسيين،
ومحاولة إلغائهم للأوقاف الذرية عن طريق مشروع قانون كانوا ينوون
إصداره لهذه الغاية، كما ألقى القصائدَ الحماسيةَ في بعض اجتماعات
الجمعية، كما كتب رسالة للردّ على من أفتى ببطلان الأوقاف الذرية سنة
(926 ام) حينما كان طالباً في الصف السادس في المدرسة الخسروية
بحلب (1).
ولا يفوتني أن اذكر أنَّ الشيخ رحمه اللّه كان يذكر جهاده ضد
محاولات الفرنسيين لإلغاء الوقف الذُّري، وكيف اثّرت جهود العلماء
(1)
كتب الشيخ رسالة لرئيس جامعة اليرموك الدكتور علي محافظة عله يساعد في
قبوله، وذهبت مع الدكتور محمد أنس بالرسالة إلى رئيس الجامعة فاستقبلنا
بحفاوة وتكريم، وقرأ الرسالة، ثم قال: سأقبل ولدك في الجامعة إكراماً لجهاد
جده - والدكم - ضد الفرنسيين، وذكر قصة وثائق الخارجية الفرنسية، فخرجت
من عند رئيس الجامعة آنذاك، وأنا أحمد اللّه سبحانه، واقول: كان جهاد الشيخ
نافعاً في ذلك الوقت، وامتذ نفعه لأحفاده.
سنعرض لها إن شاء اللّه عند الحديث عن مؤلَّفاته.
5 0 1

الصفحة 105