كتاب مصطفى أحمد الزرقا فقيه العصر وشيخ الحقوقيين

واصحاب الهمة العالية في منع الفرنسيين من إلغاء الوقف الذري، حيث
باءت كل محاولاتهم بالفشل، أقول كان الشيخ يذكر هذا ثم يعجب كيف
الستطاع (حسني الزعيم) إلغاء الأوقاف الذرية بجرة قلم، ونهبها هو
والمحامون والقضاة وغيرهم.
في هذا المجال أيضاً قام الشيخ ومعه عشرات الالاف بمظاهرات
احتجاجية على قانون الطوائف الذي كان الفرنسيون يريدون به توحيد
احكام الأسرة بين المسلمين والمسيحيين، وقام بالقاء خطبة نارية على
مرأى ومسمع من الفرنسيين ومفوضيهم، وبسبب ذلك كله تراجع
الفرنسيون عن إصدار ذلك القانون (1).
ثانياً - العمل النيابي: عمل الشيخ الزرقا في الأعمال النيابية
وانتخب نائباً عن مدينة حلب، وشكل مع الأستاذ محمد المبارك وغيره
الجبهة الإسلامية في مجلس النواب وذلك أعوام (1954، 1958،
961 ام).
ثالثأ - الوزارة: حيث أسند إليه سنة 956 ام وزارتا العدل
والأوقاف، ولم تطل مدة الوزارة هذه بسبب الاضطرابات السياسية التي
اجتاحت سورية في ذلك العهد، ولكنه دخل الوزارة مرة أخرى وزيراً
للعدل والأوقاف، حينما كان الأستاذ الدكتور معروف الدواليبي رئيسأ
للوزراء وكان الأستاذ ناظم الفدسي رئيسأ للجمهورية وذلك سنة
962 ام.
(1) المجذوب، علماء ومفكرون عرفتهم: 2/ 360.
106

الصفحة 106